تُظهر أحدث الإحصائيات أن 52٪ من الموظفين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد غيروا مجالات عملهم خلال السنوات الأخيرة، سعيًا وراء تحسين فرصهم المهنية أو استجابة للتغيرات الاقتصادية. يعكس هذا الاتجاه تحولاً جذريًا في سوق العمل، حيث باتت مرونة التكيف مع المتغيرات من أهم المهارات المطلوبة. فما الذي يدفع الأفراد لتغيير مجال عملهم؟ وكيف يمكن لهم الاستعداد لهذه الخطوة الجريئة؟
دوافع تغيير مجال العمل
- تحقيق التوازن بين العمل والحياة: تشير الأبحاث إلى أن العديد من الموظفين يختارون تغيير مجال عملهم للحصول على مرونة أكبر وتحقيق التوازن الذي يضمن جودة حياتهم.
- الأمان الوظيفي: الأزمات الاقتصادية أو التغيرات في سوق العمل قد تدفع البعض إلى البحث عن مجالات تتمتع باستقرار وظيفي أعلى.
- البحث عن الشغف: يشعر العديد من الموظفين بعدم الرضا في وظائفهم الحالية، مما يدفعهم للانتقال إلى مجالات تعكس اهتماماتهم الحقيقية وتمنحهم شعورًا بالإنجاز.
التحديات التي تواجه تغيير مجال العمل
- نقص الخبرة: من أبرز التحديات التي تواجه الأفراد عند الانتقال إلى مجال جديد هو افتقارهم للخبرة الكافية، مما يتطلب وقتًا إضافيًا للتعلم واكتساب المهارات.
- منافسة شرسة: بعض المجالات تشهد طلبًا كبيرًا على الكفاءات، مما يزيد من صعوبة الحصول على وظيفة دون مهارات أو مؤهلات مناسبة.
- الخوف من الفشل: اتخاذ قرار تغيير مجال العمل قد يكون مرهقًا نفسيًا، خاصة مع وجود مخاوف من عدم التكيف أو النجاح في المجال الجديد.
كيف يمكن تسهيل عملية الانتقال؟
- التعلم المستمر: تطوير المهارات والمعرفة من خلال دورات تعليمية متخصصة أو ورش عمل تساهم في تعزيز فرص النجاح في المجال الجديد.
- بناء شبكة علاقات: الاستفادة من العلاقات المهنية للحصول على نصائح وتوجيهات من الخبراء في المجال المرغوب.
- التكنولوجيا كأداة دعم: يمكن استخدام أدوات مثل “أو بى إس – OBS Software” للتواصل مع الخبراء أو حضور الفعاليات الافتراضية التي تتيح تعلم المزيد عن المجال الجديد.
- التحلي بالصبر: النجاح في مجال جديد يتطلب الوقت والالتزام، لذا من المهم التحلي بالصبر ومواصلة الجهود للتعلم والتطور.
آثار تغيير مجال العمل على الأفراد والشركات
- بالنسبة للأفراد، قد يؤدي تغيير مجال العمل إلى تحسين جودة حياتهم وفتح آفاق جديدة للتقدم الوظيفي.
- أما بالنسبة للشركات، فإن تنقل الموظفين بين المجالات يعزز من تنوع الخبرات والابتكار داخل المؤسسة.
- مع ذلك، قد يترتب على هذه التنقلات تحديات للشركات في الاحتفاظ بالكفاءات وتلبية توقعات الموظفين الجدد.
أبرز نتائج الاستبيان:
- أكثر من 7 من 10 مهنيين في المنطقة (71٪) قد سبق أن فكّروا بتغيير مجال عملهم.
- عندما سُئل المهنيون عن السبب الذي يدفعهم لتغيير مجالهم، أشار معظمهم (37٪) إلى رغبتهم في العثور على شغفهم، يليه التعلم وتحدي أنفسهم بتجربة أمور جديدة (33٪).
- صرّح أكثر من نصف المجيبين (51٪) أنه من الضروري العمل في نفس مجال تخصصهم الدراسي.
- يتمثل التحدي الأكبر المرتبط بتغيير مجال العمل في اكتساب المهارات والخبرة المطلوبة (41٪).
- يعتقد غالبية المجيبين (51٪) أنه من الضروري دومًا تلقي تعليم أو تدريب إضافي قبل تغيير مجال العمل.
تم جمع بيانات استبيان حول “تغيير مجال العمل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” عبر الإنترنت خلال الفترة الممتدة ما بين 31 يوليو وحتى 1 سبتمبر 2022، بمشاركة 3,097 شخص من الإمارات، والسعودية، والكويت، وعُمان، وقطر، والبحرين، ولبنان، والأردن، والعراق، وفلسطين، وسوريا، ومصر، واليمن، والمغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، والسودان، وغيرها.
خاتمة
تغيير مجال العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لم يعد قرارًا استثنائيًا، بل تحول إلى توجه شائع يعكس ديناميكية سوق العمل وتزايد تطلعات الموظفين لتحقيق الرضا المهني والشخصي. رغم التحديات التي قد تواجه هذه الخطوة، إلا أنها تظل فرصة ذهبية لإعادة اكتشاف الذات وفتح آفاق مهنية جديدة. من خلال التخطيط الجيد واكتساب المهارات اللازمة، يمكن للأفراد التغلب على الصعوبات وتحقيق نجاحات ملحوظة في مجالاتهم الجديدة.