Skip links

ماذا تخبرنا علوم السلوك عن قرارات الشراء عبر الإنترنت؟  79% من المستهلكين يقولون إنهم يثقون في المراجعات عبر الإنترنت بقدر ثقتهم في توصيات الأصدقاء والعائلة


مع التطور السريع للتكنولوجيا وانتشار التسوق عبر الإنترنت، أصبح فهم الدوافع التي تحفّز المستهلكين لاتخاذ قرارات الشراء أمرًا حيويًا للشركات والمسوقين. في عصر يتسم بالتنوع الواسع للخيارات وسهولة الوصول إلى المنتجات، يبرز سؤال أساسي: ما الذي يجعل الشخص يضغط على زر “شراء”؟ هنا يأتي دور علوم السلوك، التي تُعتبر أداة قوية لفهم كيفية تأثير العوامل النفسية والاجتماعية على القرارات الشرائية عبر الإنترنت.

من خلال الاعتماد على علوم السلوك، يمكن للشركات تحسين استراتيجياتها التسويقية لتلبية احتياجات المستهلكين بشكل أفضل. فهذه العلوم تتناول دراسة سلوك الأفراد والجماعات، وتُركز على الجوانب النفسية، مثل تأثير العواطف، وكيفية معالجة المعلومات، وتأثير البيئة الاجتماعية على القرارات.

في هذا الموضوع، سنستعرض كيف تساهم علوم السلوك في تحليل وفهم القرارات الشرائية عبر الإنترنت، مع تسليط الضوء على أبرز العوامل المؤثرة والاستراتيجيات التي يمكن أن تستخدمها الشركات لتعزيز المبيعات.


العوامل النفسية المؤثرة على قرارات الشراء عبر الإنترنت

1. دور الانطباعات الأولى
عند زيارة أي متجر إلكتروني، يُشكّل التصميم والانطباع الأول نقطة حاسمة في اتخاذ القرار. إذا كان الموقع سهل الاستخدام، ويتمتع بتصميم جذاب ويوفر المعلومات بوضوح، فإن هذا يزيد من احتمالية البقاء واتخاذ قرار الشراء.

2. تأثير التفضيلات العاطفية
العاطفة تلعب دورًا رئيسيًا في توجيه السلوك الشرائي. المنتجات التي تُبرز العواطف الإيجابية من خلال وصف المنتج أو الصور الجذابة قادرة على تحفيز المستهلك لاتخاذ قرار الشراء بسرعة أكبر.

3. الخوف من فقدان الفرصة (FOMO)
الخوف من فقدان الفرصة يُعدّ عاملاً قويًا. عندما يرى المستهلك عرضًا لفترة محدودة أو إشعارًا بأن الكمية المتاحة محدودة، فإن ذلك يحفز الرغبة في الشراء قبل أن يفوت الأوان.


التأثير الاجتماعي في التسوق عبر الإنترنت

1. مراجعات وآراء العملاء
مراجعات العملاء السابقة تُعتبر عنصرًا مؤثرًا للغاية. عندما يرى المستهلك تقييمات إيجابية وتجارب ناجحة من آخرين، فإن ذلك يعزز الثقة في المنتج أو الخدمة.

2. قوة التوصيات
التوصيات الشخصية، سواء عبر الأصدقاء أو من خلال خوارزميات الموقع، تؤثر بشكل كبير على قرارات الشراء. إذا تلقى المستهلك اقتراحات مخصصة تتناسب مع اهتماماته، فإن احتمالية اتخاذه للقرار الشرائي تزداد.

3. تأثير وسائل التواصل الاجتماعي
الإعلانات والتوصيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة من المؤثرين، تلعب دورًا محوريًا في توجيه سلوك المستهلكين. المشاهدات العالية والتفاعلات الكبيرة تعطي إحساسًا بالثقة والجاذبية.


استراتيجيات تحسين قرارات الشراء باستخدام علوم السلوك

1. تبسيط تجربة المستخدم
كلما كانت عملية الشراء أبسط وأسرع، زادت احتمالية إتمامها. يمكن تحقيق ذلك من خلال تحسين واجهة المستخدم، وتقليل عدد الخطوات المطلوبة لإتمام الطلب.

2. تقديم عروض مخصصة
الاستفادة من البيانات لتحليل سلوك المستخدمين واهتماماتهم يساعد في تقديم عروض مخصصة تزيد من جاذبية المنتج.

3. تعزيز الثقة
الثقة هي حجر الأساس في التسوق عبر الإنترنت. تقديم سياسات إرجاع مرنة، وضمان الأمان في عمليات الدفع، وعرض شهادات العملاء هي عناصر تعزز ثقة المستهلك.

4. تحفيز الشراء العاطفي
استخدام كلمات وصور قادرة على تحفيز مشاعر الإيجابية مثل السعادة أو الراحة يمكن أن يدفع المستهلك لاتخاذ قرار الشراء بسرعة.

إحصائيات حول قرارات الشراء عبر الإنترنت

إليك بعض الإحصائيات الرئيسية المتعلقة بقرارات الشراء عبر الإنترنت:

  1. نمو التجارة الإلكترونية:

    • من المتوقع أن تصل مبيعات التجارة الإلكترونية العالمية إلى حوالي 6.38 تريليون دولار بحلول عام 2024.
  2. تأثير المراجعات:

    • حوالي 79% من المستهلكين يقولون إنهم يثقون في المراجعات عبر الإنترنت بقدر ثقتهم في توصيات الأصدقاء والعائلة.
  3. التسوق عبر الهواتف المحمولة:

    • تمثل مبيعات التجارة الإلكترونية عبر الهواتف المحمولة حوالي 54% من إجمالي مبيعات التجارة الإلكترونية في 2021.
  4. الأمان والخصوصية:

    • حوالي 60% من المستهلكين يعتبرون الأمان والخصوصية من العوامل الرئيسية التي تؤثر على قرارهم في الشراء عبر الإنترنت.
  5. العوامل المؤثرة في اتخاذ القرار:

    • تشمل العوامل الرئيسية التي تؤثر على قرارات الشراء عبر الإنترنت:
      • الأسعار التنافسية
      • سهولة الاستخدام
      • خيارات الدفع المتنوعة
      • خدمة العملاء.

خاتمة
في النهاية، تُظهر علوم السلوك أن قرارات الشراء عبر الإنترنت ليست فقط نتيجة لاحتياجات وظيفية، بل تتأثر بمجموعة من العوامل النفسية والاجتماعية. من خلال فهم هذه العوامل واستغلالها بفعالية، يمكن للشركات والمسوقين تحسين استراتيجياتهم لتحقيق نجاح أكبر في السوق الرقمي المتزايد التنافسية.

مع استمرار تقدم التكنولوجيا وتغير سلوكيات المستهلكين، يبقى الاعتماد على علوم السلوك أداة لا غنى عنها لفهم ما يُحفز قرار الشراء وضمان تلبية توقعات العملاء بشكل مبتكر وفعّال.

Facebook
Twitter
LinkedIn

Leave a comment