في العصر الرقمي الحالي، أصبحت العلامة التجارية الشخصية عنصرًا أساسيًا للنجاح سواء في الحياة المهنية أو الشخصية. وفقًا لدراسة أجراها موقع “Forbes” في 2023، فإن 80% من الشركات الناشئة تبدأ ببناء علامة تجارية شخصية قوية لأنها تساعد في جذب العملاء وبناء الثقة. إذا كنت ترغب في التميز في مجالك أو صناعة جديدة، فإن بناء علامتك التجارية الشخصية من الصفر هو الطريق الأمثل لتحقيق ذلك.
ما هي العلامة التجارية الشخصية؟
العلامة التجارية الشخصية هي الطريقة التي يراك بها الآخرون، سواء كان ذلك من خلال مهاراتك، قيمك، أو الطريقة التي تقدم بها نفسك للعالم. إنها مزيج من هويتك الشخصية والمهنية، وقدرتها على التأثير في الأشخاص من خلال تصوراتهم عنك. بناء العلامة التجارية الشخصية يساعدك على تحديد مكانتك في السوق وإظهار تميزك.
لماذا ينبغي الاهتمام ببناء العلامة التجارية الشخصية؟
وفقًا لدراسة نشرتها “Harvard Business Review”، يُلاحظ أن الأشخاص الذين يبنون علامة تجارية شخصية قوية يحققون زيادة بنسبة 60% في فرص العمل والعلاقات المهنية. وبناء علامة تجارية شخصية قوية يجعل لديك حضورًا مميزًا يساعدك في التفاعل مع جمهورك المستهدف، مما يساهم في تعزيز سمعتك المهنية وزيادة فرص النجاح.
كيف تبني العلامة التجارية الشخصية من الصفر؟
1. ترتيب الأفكار ووضع “الرؤية” للعلامة
أ. حدد قيمك وشغفك وأهم سماتك
بدايةً، عليك أن تحدد ما الذي يميزك عن الآخرين، ما هي قيمك الأساسية، وما الذي تحب فعله بشكل مستمر. هل أنت شخص مبدع؟ هل تتمتع بمهارات القيادة؟ تحديد هذه القيم والشغف سيساعدك في تحديد جمهورك المستهدف وتوجيه رسالتك.
ب. أجب عن سؤال أين تريد أن تكون؟
من المهم أن يكون لديك رؤية واضحة لمستقبلك. هل تريد أن تصبح خبيرًا في مجالك؟ أو تسعى لتوسيع شبكة علاقاتك؟ الإجابة على هذا السؤال ستمنحك الاتجاه الذي ينبغي أن تسلكه في رحلتك لبناء العلامة الشخصية.
ج. استلهم من تجارب الآخرين
البحث عن قصص نجاح لأشخاص آخرين قد يكون ملهمًا. سواء كانوا رواد أعمال أو مؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكنك تعلم الكثير من استراتيجياتهم وتجاربهم وتطبيقها على علامتك الشخصية.
2. تحديد الجمهور المستهدف
أ. العميل (الشخص الذي سيدفع لك)
قبل أن تبدأ في بناء علامتك التجارية الشخصية، يجب أن تعرف من هو جمهورك المستهدف. من هو الشخص الذي ستقدم له خدماتك أو منتجاتك؟ يجب أن تحدد خصائصهم مثل العمر، المهنة، والاهتمامات.
ب. الشخص الذي يؤثر على العميل
من المهم أيضًا تحديد الأشخاص الذين قد يؤثرون على قرار العميل، مثل المستشارين أو الصحفيين أو المؤثرين في مجالك.
ج. الداعمون
داعمون مثل الأصدقاء أو الزملاء يمكنهم مساعدتك في نشر علامتك التجارية وتوسيع نطاق تأثيرك.
3. استخدام أدوات بناء العلامة التجارية الشخصية
أ. الحسابات الاجتماعية
من أهم الخطوات لبناء علامتك الشخصية هو اختيار منصات التواصل الاجتماعي المناسبة لك. يجب أن تستخدم اسمًا ثابتًا على جميع الحسابات لتسهيل التعرف عليك. احرص أيضًا على نشر محتوى احترافي يعكس شخصيتك وقيمك.
ب. موقع الويب
إن وجود موقع ويب خاص بك يعد من أهم الوسائل التي تساهم في بناء علامتك الشخصية. من خلاله، يمكنك تقديم خدماتك ومشاركة مشاريعك السابقة.
ج. المدونة
كتابة المقالات والمحتوى ذي القيمة على مدونتك يساعدك على إثبات خبرتك في مجالك ويزيد من مصداقيتك بين جمهورك.
د. الكارت الشخصي
لا تقتصر العلامة التجارية الشخصية على الإنترنت فقط. الكارت الشخصي يمكن أن يكون أداة فعالة للترويج لعلامتك في اللقاءات الشخصية أو الفعاليات.
4. إنشاء شبكة علاقات قوية والترويج للعلامة التجارية الشخصية
أ. شارك في الفعاليات
المشاركة في الفعاليات المحلية أو العالمية المتعلقة بمجالك تعد من الطرق الفعالة لبناء علاقات قوية مع أشخاص ذوي اهتمامات مشابهة.
ب. اكتب على مواقع يملكها غيرك
التعاون مع منصات أخرى من خلال كتابة مقالات ضيف يمكن أن يزيد من مصداقيتك ويزيد من ظهورك في محركات البحث.
ج. أجرِ مقابلة مع مدون
ابحث عن مدونين أو مؤثرين يمكنهم مساعدتك في نشر رسالتك عبر مقابلات صوتية أو مرئية، حيث يساهم ذلك في بناء علاقات جديدة وتعزيز سمعتك.
د. أنشئ إعلانًا مدفوعًا
إذا كنت ترغب في توسيع دائرة متابعيك، يمكنك الاستثمار في حملات إعلانية على منصات مثل فيسبوك أو إنستغرام للترويج لعلامتك التجارية الشخصية.
الخاتمة
بناء العلامة التجارية الشخصية هو رحلة طويلة تتطلب الصبر والاستراتيجية. وفقًا لتقرير نشره موقع “LinkedIn” في 2023، فإن 70% من المهنيين الذين استثمروا في بناء علامتهم الشخصية شهدوا زيادة كبيرة في فرص العمل والشبكات. لذا، إذا كنت تبحث عن النجاح المستدام، يجب أن تبدأ اليوم في بناء علامتك الشخصية من الصفر.
