Skip links

دراسة حديثة تكشف الآثار الخطيرة لتسريح الموظفين على المدى البعيد: 45% من الشركات تتأثر سلبًا بعد التسريحات الجماعية

تشير أحدث الدراسات إلى أن تسريح الموظفين، رغم كونه إجراءً شائعًا في الأوقات الاقتصادية الصعبة أو في ظل إعادة الهيكلة، يمكن أن يكون له آثار سلبية غير متوقعة على المدى البعيد. وفقًا لدراسة أجرتها “مؤسسة غالوب” في عام 2023، فقد أظهرت أن 45% من الشركات التي اعتمدت على تسريحات جماعية شهدت تدهورًا في الأداء الداخلي وزيادة في معدلات الاستقالة من الموظفين المتبقين في الفريق. على الرغم من أن تسريح الموظفين قد يُنظر إليه أحيانًا كحلاً لتقليص التكاليف، إلا أن العواقب النفسية، والإنتاجية المتدنية، وارتفاع تكاليف التوظيف من جديد يمكن أن تكون أكثر تكلفة على المدى البعيد.

في هذا المقال، سنستعرض الآثار الخطيرة لتسريح الموظفين على المدى البعيد، ونحلل الأسباب التي تؤدي إلى تلك الآثار، بالإضافة إلى تقديم حلول عملية للتعامل مع هذا الأمر. سنناقش أيضًا دور تقنيات (أو بى إس) في الحد من آثار هذه العملية على المؤسسات.


الآثار النفسية والاجتماعية لتسريح الموظفين

  • القلق والإجهاد النفسي: بعد تسريح الموظفين، قد يشعر العديد منهم بالقلق المستمر بشأن المستقبل الوظيفي، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات التوتر والإجهاد النفسي. هذا القلق قد يمتد ليؤثر على صحتهم النفسية والبدنية.

  • انخفاض الثقة بالنفس: تسريح الموظفين قد يترك أثرًا كبيرًا على تقدير الذات والثقة بالنفس، حيث يشعر البعض بأنهم غير قادرين على تحقيق النجاح في بيئة العمل، مما يضر بشكل مباشر بصورتهم الشخصية.

  • الشعور بالخيبة والمرارة: الموظفون الذين تم تسريحهم قد يشعرون بخيبة أمل كبيرة نتيجة لعدم تقديرهم من قبل المنظمة، وهو ما يخلق لديهم مشاعر مريرة قد تؤثر على حياتهم الاجتماعية والنفسية.

  • تدهور العلاقات الاجتماعية: في بيئات العمل التي تشمل العلاقات الشخصية الوثيقة، قد يؤدي التسريح إلى تأثيرات سلبية على العلاقات بين الزملاء، حيث يشعر البعض بالذنب أو العزلة بعد خروج أحد الأفراد من الفريق.

  • الصراع الداخلي والندم: الموظف الذي يتم تسريحه قد يمر بمراحل من الصراع الداخلي حول إذا ما كان بإمكانه تحسين أدائه أو تغيير تصرفاته لتجنب التسريح، مما يسبب له شعورًا بالندم والتردد.

  • التأثير على الأسرة والمحيط الاجتماعي: تسريح الموظفين قد يؤدي إلى تغييرات في الدخل الشهري، مما يؤثر على استقرار الأسرة والمحيط الاجتماعي، ويزيد من الضغوط المالية والاجتماعية على الأسرة.

  • الضغط على الأسواق الاجتماعية: من الناحية الاجتماعية، يمكن أن يتسبب تسريح الموظفين في زيادة معدل البطالة في المجتمع، مما يخلق ضغوطًا على شبكات الدعم الاجتماعي وزيادة المنافسة على الفرص الوظيفية المحدودة.

  • الشعور بعدم الانتماء: بعد التسريح، قد يشعر الموظف المسرّح بالعزلة وعدم الانتماء، خاصة إذا كانت علاقاته في العمل قوية، مما يساهم في تدهور حالته النفسية ويزيد من الشعور بالوحدة.

  • التأثير على المصداقية الشخصية: تسريح الموظفين يمكن أن يؤثر على سمعة الشخص في المجتمع المهني، مما يجعل من الصعب عليه العثور على فرص عمل جديدة بسبب التقدير السلبي الذي قد يحصل عليه من أصحاب العمل.

  • تغيرات في التوجهات الاجتماعية: تسريح الموظفين في أوقات صعبة قد يعزز التوجهات الاجتماعية السلبية مثل عدم الثقة في الشركات أو الحكومات، مما يؤدي إلى تغيرات في وجهات النظر العامة حول الاستقرار الوظيفي والإقتصادي.

كيف يمكن للشركات تقليل التأثير السلبي على الإنتاجية بعد التسريحات؟

  • التركيز على التواصل الداخلي الفعّال
    من أهم الأمور التي يجب أن تركز عليها الشركات بعد التسريحات هو تعزيز التواصل مع الموظفين المتبقيين. يجب أن يكون هناك تواصل مفتوح وصريح بشأن الأسباب التي أدت إلى التسريحات وكيفية تأثير ذلك على استراتيجيات الشركة المستقبلية. هذا يساعد على تخفيف القلق والإشاعات التي قد تنتشر، مما يسهم في الحفاظ على الاستقرار النفسي وزيادة الانخراط في العمل.

  • دعم الموظفين المتبقين من خلال التدريب والتطوير
    بعد التسريحات، قد يشعر بعض الموظفين بالضغط لزيادة حجم العمل. من المهم أن تقوم الشركة بتوفير برامج تدريبية ودورات تطويرية للموظفين الحاليين لتسهيل تكيفهم مع الأدوار الجديدة وتعزيز مهاراتهم. هذا لا يعزز الإنتاجية فحسب، بل يُظهر أيضاً التزام الشركة بتطوير موظفيها.

  • إعادة توزيع المهام بشكل استراتيجي
    يجب على الإدارة العمل على إعادة توزيع المهام والوظائف التي كانت تتولاها الموظفون الذين تم تسريحهم بشكل عادل وفعّال. هذا يتطلب تحديد الأولويات والمهام التي تؤثر بشكل مباشر على سير العمل، والتأكد من توزيع عبء العمل بشكل مناسب بين الموظفين المتبقين دون تحميلهم عبئًا زائدًا.

  • إدخال تقنيات وأدوات لتحسين الكفاءة
    يمكن أن تكون التكنولوجيا حلاً رائعًا لزيادة الإنتاجية بعد التسريحات. من خلال تبني أدوات وتقنيات جديدة مثل برامج إدارة المشاريع، وأدوات التعاون عن بُعد، والذكاء الاصطناعي، يمكن تحسين كفاءة العمل وتقليل الحاجة إلى العمل اليدوي المكثف، مما يساهم في تقليل التأثير السلبي على الإنتاجية.

  • تحفيز الموظفين المتبقين
    قد يشعر الموظفون الذين تم تسريح زملائهم بالإحباط أو القلق. لذلك، من الضروري أن تحرص الشركات على تقديم تحفيزات، سواء كانت مالية أو معنوية، لتحفيز هؤلاء الموظفين على البقاء ملتزمين وأداء مهامهم بكفاءة. يمكن أن تشمل هذه التحفيزات المكافآت على الإنجازات أو فرص الترقية المستقبلية.

  • التركيز على تقليل التوتر والإجهاد النفسي
    التسريحات غالباً ما تخلق أجواء من القلق والإجهاد داخل المنظمة. من الضروري أن تقوم الشركات بتوفير الدعم النفسي للموظفين المتبقين، سواء من خلال جلسات استشارية أو برامج دعم الموظفين. هذا يساعد في الحفاظ على صحة الموظفين العقلية ويعزز بيئة العمل الصحية التي تساهم في رفع الإنتاجية.

  • الاهتمام بالثقافة المؤسسية
    الحفاظ على ثقافة مؤسسية إيجابية بعد التسريحات يمكن أن يكون عاملاً مهماً في تقليل التأثير السلبي على الإنتاجية. من خلال تعزيز القيم الأساسية للشركة وتشجيع التعاون وروح الفريق، يمكن للشركة أن تحافظ على جو من التفاؤل والتركيز على الأهداف المشتركة، مما يعزز الأداء الجماعي في بيئة العمل.

  • وضع خطة لضمان استمرارية العمل
    من المهم أن تعمل الشركات على وضع خطط للطوارئ تضمن استمرارية العمليات في حال حدوث تسريحات. تشمل هذه الخطط تدابير لتحديد الأعمال الحيوية وضمان أن هناك موارد كافية لتغطية هذه المهام، مما يساعد على تجنب توقف العمليات ويقلل من تأثير التسريحات على الإنتاجية.

كيفية تحسين الأداء بعد التسريحات في الشركات

  • إعادة هيكلة الفرق وتعزيز التعاون الداخلي
    بعد التسريحات، قد تشعر الفرق بضغط إضافي بسبب نقص في الأفراد. من المهم إعادة توزيع المهام بشكل منظم وتعزيز التعاون بين الأعضاء المتبقين. من خلال عقد اجتماعات دورية، يمكن تحفيز الموظفين على تبادل الأفكار وتعزيز الروح الجماعية لرفع مستوى الأداء.

  • استثمار في تدريب وتطوير المهارات
    بعد تقليص عدد الموظفين، قد يكون من الضروري رفع كفاءة الأفراد المتبقين من خلال تدريبهم على مهارات جديدة. توفير فرص التعليم المستمر أو حتى تحسين المهارات الحالية يمكن أن يسهم في زيادة الإنتاجية وتقليل العبء الزائد على الموظفين.

  • استخدام التكنولوجيا لتحسين الكفاءة
    قد تصبح التكنولوجيا أداة حاسمة لزيادة الإنتاجية بعد التسريحات. يمكن أن تشمل هذه التكنولوجيا أدوات أتمتة المهام الروتينية، مما يتيح للموظفين المتبقين التركيز على الأنشطة ذات القيمة العالية، وبالتالي تعزيز الأداء العام للشركة.

  • إعادة تقييم استراتيجية الإدارة وتحفيز الموظفين
    إدارة التغيير بشكل فعال ضروري خلال هذه الفترات. يتطلب الأمر تواصلاً شفافاً من القيادة حول الخطط المستقبلية، بالإضافة إلى تحفيز الموظفين المتبقين للحفاظ على مستويات عالية من المعنويات. المكافآت والتحفيز المعنوي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الأداء.

  • مراجعة العمليات وتبسيطها
    قد تكون بعض العمليات غير فعالة أو غير ضرورية بعد التسريحات. من خلال مراجعة العمليات وتبسيطها، يمكن للشركة تقليل التكاليف وتحسين الأداء من خلال استخدام الموارد المتاحة بشكل أكثر فعالية.

  • إعادة تحديد الأهداف والتركيز على الأولويات
    بعد تقليص الفريق، من المهم أن تقوم الشركة بإعادة تحديد أولوياتها وأهدافها. يجب تحديد المشاريع الأكثر أهمية والتركيز على تحقيقها بكفاءة، مما يساهم في تقليل التشويش وضمان تحقيق الأهداف الرئيسية.

  • تعزيز الشفافية والاتصال مع الموظفين
    الشفافية مهمة جداً لضمان استقرار الأجواء بعد التسريحات. من خلال التواصل المستمر والصريح مع الموظفين، يمكن للشركة بناء ثقة الموظفين المتبقين ودعمهم بشكل فعال، مما يساهم في تحسين الأداء داخل المنظمة.

  • تقدير الجهود والمكافآت المناسبة
    يجب على الشركات التأكد من تقدير الجهود الإضافية التي يبذلها الموظفون المتبقون. المكافآت العادلة، سواء كانت مالية أو معنوية، تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على التحفيز وتحسين الأداء العام.

ما هي التكاليف غير المتوقعة التي تتحملها الشركات بعد التسريحات

  • التكاليف القانونية: بعد تسريح الموظفين، قد تواجه الشركات تكاليف قانونية نتيجة للمطالبات أو الدعاوى القضائية المحتملة من الموظفين المسرحين. تشمل هذه التكاليف استشارات قانونية، تسوية مطالبات، أو حتى تعويضات قانونية.

  • التكاليف المتعلقة بالسمعة: تسريح الموظفين يمكن أن يؤثر سلباً على سمعة الشركة، مما يؤدي إلى صعوبة في جذب الموظفين الجدد أو فقدان الثقة من العملاء والشركاء التجاريين. قد يتطلب ذلك استثمارات في حملات تحسين السمعة لتخفيف الأثر السلبي.

  • تكاليف الرواتب والمزايا: رغم تسريح الموظفين، قد تتحمل الشركة التكاليف المتعلقة بالرواتب والمزايا مثل تعويضات نهاية الخدمة، مستحقات الإجازات غير المستخدمة، أو تعويضات أخرى بموجب القوانين المحلية.

  • التكاليف الإدارية: من أجل إجراء التسريحات، تحتاج الشركة إلى تخصيص موارد إضافية في إدارة العملية. هذا يشمل تنظيم الجلسات الإدارية، إعداد المستندات اللازمة، وإعادة توزيع المهام بين الموظفين المتبقيين.

  • التكاليف التشغيلية الناتجة عن تقليص الكوادر: تقليص الموظفين يمكن أن يؤدي إلى ضغط إضافي على الفرق المتبقية. قد يتطلب الأمر تعيين مؤقتين أو تدريب موظفين آخرين لتحمل مهام جديدة، مما يزيد من التكاليف التشغيلية.

  • التكاليف المرتبطة بالإنتاجية: تسريح الموظفين قد يؤثر على مستوى الإنتاجية في الشركات، حيث يواجه الموظفون المتبقون عبء عمل أكبر. هذا يمكن أن يؤدي إلى انخفاض في الأداء أو حتى تعطيل العمليات التجارية الهامة.

  • تكاليف برامج الدعم النفسي: تسريح الموظفين قد يخلق بيئة عمل غير مستقرة ويؤثر على معنويات الموظفين المتبقين. قد تحتاج الشركات إلى استثمار في برامج دعم نفسي أو استشارات لضمان استقرار الفريق المتبقي والحفاظ على الروح المعنوية.

  • التكاليف المتعلقة بإعادة الهيكلة: بعد تسريح الموظفين، قد يتطلب الأمر إعادة هيكلة داخلية لتوزيع المهام والأدوار. قد يتطلب ذلك استثمارات في تدريب الموظفين الجدد أو إعادة تنظيم الفرق، مما يزيد من التكاليف الإدارية.

  • التكاليف المرتبطة بالتحول الرقمي أو الأتمتة: في بعض الحالات، قد تضطر الشركات إلى استثمار المزيد في الأتمتة أو التكنولوجيا لتعويض نقص العمالة. هذه التكاليف يمكن أن تكون غير متوقعة، خاصة إذا كانت الشركة تعتمد على القوى العاملة البشرية بشكل كبير.

دور (أو بى إس) في تقليل الآثار السلبية لتسريح الموظفين

تعتبر أنظمة (أو بى إس) أدوات قوية يمكن أن تساعد المؤسسات في تخفيف آثار تسريح الموظفين. من خلال دمج هذه الأنظمة، يمكن للشركات تحسين عملية إدارة الموارد البشرية بشكل أكثر كفاءة وشفافية، مما يساهم في تقليل الشعور بعدم الأمان لدى الموظفين المتبقين.

  • تحليل البيانات لتحسين عملية التسريح: باستخدام (أو بى إس)، يمكن تحليل بيانات الأداء والمهارات لضمان أن التسريح يكون موجهًا بشكل صحيح ويشمل الموظفين الذين يمكن الاستغناء عنهم بسهولة.
  • تحسين بيئة العمل: من خلال مراقبة سلوك الموظفين والروح المعنوية، يمكن للأنظمة المساعدة في تحديد المشاكل قبل تفاقمها. كما يمكنها تقديم أدوات لتحسين التفاعل والتواصل داخل الفرق المتبقية، مما يساهم في الحفاظ على الإنتاجية.
  • توظيف أسرع وأقل تكلفة: عند الحاجة لإعادة توظيف موظفين جدد بعد التسريح، توفر (أو بى إس) أنظمة لتسريع عملية التوظيف وتقليل تكاليف التدريب من خلال التعرف على المهارات المطلوبة ومطابقتها مع أفضل المرشحين.

خاتمة

في عالم الأعمال والتجارة، كما يقال، تسريح الموظفين قد يحقق وفورات مالية قصيرة الأجل، ولكنه يمكن أن يتسبب في آثار خطيرة على المدى البعيد. وفقًا لدراسة حديثة من “شركة ديلويت” لعام 2023، فإن 63% من الشركات التي لجأت إلى تسريحات جماعية شهدت تدهورًا في ولاء العملاء وسمعة الشركة. من خلال التركيز على استراتيجيات فعّالة وشفافة، بالإضافة إلى استخدام أنظمة مثل (أو بى إس)، يمكن للمؤسسات الحد من هذه الآثار السلبية والابتعاد عن اتخاذ قرارات تؤثر سلبًا على المدى الطويل.

تسريح الموظفين لا يجب أن يكون الحل الأول، بل ينبغي أن يكون جزءًا من خطة استراتيجية مدروسة تشمل تحسين بيئة العمل وتعزيز التواصل مع الموظفين المتبقين.

Facebook
Twitter
LinkedIn

Leave a comment