Skip links

كيف يشكل 65% من الشباب مستقبل سوق العمل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟

يشهد سوق العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحولات كبيرة ومتسارعة، حيث أصبحت القضايا الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية عوامل رئيسية تؤثر على تكوينه وتوجهاته المستقبلية. واحدة من أهم الإحصائيات التي توضح طبيعة هذا التحول هي أن 65% من سكان المنطقة تقل أعمارهم عن 30 عامًا، مما يعني أن هناك قوة شبابية هائلة يمكن أن تكون محركًا رئيسيًا للتغيير والابتكار إذا ما تم استثمارها بالشكل الصحيح. هذا المقال يسلط الضوء على مستقبل سوق العمل في المنطقة وأهم الاتجاهات والتحديات التي تواجهه.

التحول نحو الرقمنة والتكنولوجيا

  • أصبحت التكنولوجيا الرقمية تلعب دورًا محوريًا في تشكيل سوق العمل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. مع التوسع في استخدام الإنترنت وانتشار الهواتف الذكية، هناك ازدهار واضح في الوظائف المرتبطة بالتكنولوجيا مثل تطوير البرمجيات، التسويق الرقمي، والذكاء الاصطناعي.
  • تشير التقارير إلى أن سوق التكنولوجيا في المنطقة سينمو بمعدل سنوي مركب يصل إلى 7.9% بحلول عام 2025. وهذا النمو يفتح آفاقًا واسعة للفرص الوظيفية للشباب المهتمين بالتقنيات الحديثة.

ريادة الأعمال والاقتصاد التشاركي

  • تشهد المنطقة ازدهارًا في ريادة الأعمال، حيث أصبح الشباب يلجأون إلى إنشاء مشاريعهم الخاصة بدلاً من الاعتماد على الوظائف التقليدية. شركات ناشئة في مجالات التكنولوجيا المالية (FinTech)، التجارة الإلكترونية، والخدمات اللوجستية تُحدث ثورة في الطريقة التي يُدار بها الاقتصاد.
  • الاقتصاد التشاركي، الذي يعتمد على منصات تقدم خدمات مثل التنقل أو تأجير العقارات، يساهم في توفير وظائف غير تقليدية ويخلق فرصًا جديدة في سوق العمل.

دور المرأة في تعزيز النمو

  • مشاركة المرأة في سوق العمل تعتبر أحد العوامل المحورية في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة. مع تزايد المبادرات الحكومية والشركات التي تشجع دمج المرأة، شهدت المنطقة زيادة تدريجية في نسبة النساء العاملات، وهو ما يساهم في تنويع الاقتصاد وزيادة الإنتاجية.
  • وفقًا لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي، رفع مشاركة المرأة في سوق العمل إلى نفس مستوى الرجال يمكن أن يضيف ما يصل إلى 2.7 تريليون دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي الإقليمي بحلول عام 2025.

تحديات سوق العمل في المنطقة

  • على الرغم من الإمكانات الكبيرة، إلا أن سوق العمل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يواجه العديد من التحديات، أبرزها ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، حيث تشير الإحصاءات إلى أن معدل البطالة في الفئة العمرية من 15 إلى 24 عامًا يصل إلى 27%.
  • التفاوت في جودة التعليم وعدم توافقه مع متطلبات سوق العمل يضيف طبقة إضافية من التعقيد. لا تزال العديد من الدول تعاني من فجوة بين المناهج الدراسية واحتياجات القطاعات الصناعية والخدمية المتنامية.

الحاجة إلى تطوير المهارات

  • التحولات التي يشهدها سوق العمل تتطلب من الشباب تطوير مهاراتهم باستمرار، خاصة في مجالات مثل التحليل البياني، البرمجة، وإدارة المشاريع. التعليم المستمر والتدريب المهني أصبحا ضرورة وليس مجرد خيار.
  • التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص في تقديم برامج تدريبية مبتكرة يمكن أن يساعد في تعزيز جاهزية الشباب لدخول سوق العمل والمنافسة فيه.

    النتائج الرئيسية:

    • يشعر نصف المستطلعين (50%) بالثقة تجاه مستقبل الأعمال حيث يعتقدون بأن حياتهم المهنية ستكون ناجحة. أكثر من 3 من بين كل 10 مستطلعين يشعرون بالحماسة تجاه المستقبل وتجاه الآفاق التي ستكون مفتوحة لهم.
    • استخدام الكمبيوتر/ التكنولوجيا (93%)، والرؤيا الاستراتيجية (91%)، بالإضافة إلى إدارة الوقت، ومهارات التواصل، والتفكير الإبداعي و (90% لكل منها) هي المهارات المتوقع أن تكون الأكثر أهمية في الـ10 سنوات القادمة. 
    • يعتقد المستطلعون بأن الطلب على مهندسي البرامج (79%) والأطباء (74%) بالإضافة إلى مهندسي الكهرباء، وغيرهم من متخصصي الخدمات الطبية، ومدراء عمليات الأعمال (73% لكل منها) قد يزيد في المستقبل.
    • يعتقد ما يزيد على 7 من بين كل 10 مستطلعين بأن العوامل التكنولوجية سيكون لها دوراً في تغيّر طبيعة الأعمال في المستقبل.
    • 65% من الأشخاص المسؤولين عن تعيين الموظفين يعتقدون بأن التوظيف عبر الإنترنت سوف يسهّل عملية التوظيف بشكل كبير مقارنة بالوسائل التقليدية.

    تم جمع بيانات استبيان “مستقبل العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2024” عبر الإنترنت خلال الفترة من 30 مايو إلى 13 يونيو 2024. وتستند نتائج الاستبيان إلى عينة من 738 مشاركًا من البلدان التالية: الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والكويت، وعُمان، وقطر، والبحرين، ولبنان، والأردن، والعراق، وفلسطين، وسوريا، ومصر، والمغرب، وتونس، والسودان، وغيرها.

الخلاصة

يتشكل مستقبل سوق العمل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على وقع تحولات اقتصادية واجتماعية كبيرة، مدعومة بشباب يشكلون غالبية السكان. إلا أن النجاح في تسخير هذه القوة الشبابية يعتمد على اتخاذ خطوات حاسمة لحل المشكلات الهيكلية التي تعيق النمو، مثل البطالة وجودة التعليم. المنطقة بحاجة إلى تبني استراتيجيات طويلة الأجل، تعتمد على الابتكار وريادة الأعمال، لخلق فرص عمل مستدامة تواكب العصر الرقمي. هذا المستقبل الواعد مشروط بقدرتنا جميعًا على العمل سويًا، حكومات وقطاع خاص وشباب، لتحقيق رؤية اقتصادية مزدهرة ومستدامة.

Facebook
Twitter
LinkedIn

Leave a comment