Skip links

هل طلب المساعدة مهارة أساسية في الحياة اليومية والمهنية؟

لماذا نخاف من طلب المساعدة؟ أفكار شائعة تمنعك من التقدم

يعتبر طلب المساعدة مهارة أساسية في الحياة اليومية والمهنية، ولكنه في كثير من الأحيان يمثل تحديًا كبيرًا لكثير من الأشخاص. وفقًا لدراسة أجرتها جامعة ستانفورد، 60% من الأشخاص يشعرون بالتردد أو الخجل عند طلب المساعدة، مما يؤدي إلى إبطاء تقدمهم ويزيد من التوتر النفسي. أسباب عدم طلب المساعدة متعددة؛ بعضها يتعلق بالخوف من الحكم السلبي من الآخرين، وبعضها نابع من أفكار راسخة حول الاستقلالية وتحقيق الذات.

في هذا المقال، سنسلط الضوء على الأفكار الخاطئة الشائعة التي تمنع الأفراد من طلب المساعدة، وكيفية التغلب عليها من أجل تحسين جودة الحياة والنجاح في مختلف المجالات. كما سنستعرض بعض الدراسات التي توضح تأثير هذه الأفكار على الأداء الفردي وعلى الصحة النفسية.


أولاً: فكرة “طلب المساعدة ضعف وليس قوة”

العديد من الأشخاص يعتقدون أن طلب المساعدة هو مؤشر على الضعف أو عدم القدرة، ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح. في الواقع، تشير الأبحاث إلى أن الأفراد الذين يعرفون متى يطلبون المساعدة يمتلكون قدرات قيادية ويحققون نجاحات مهنية وشخصية أكبر من غيرهم. دراسة أجرتها كلية هارفارد للأعمال أظهرت أن 72% من القادة الناجحين يعتمدون على فرقهم ويطلبون الدعم عند الحاجة، مما يعزز من كفاءتهم ويقلل من المخاطر.

ثانيًا: فكرة “الاعتماد على النفس”

الفردية والتأكيد على الاعتماد على النفس قد تكون محفزة لتحقيق الأهداف، لكنها تصبح عائقًا عندما تمنع الشخص من طلب الدعم. الاعتماد الزائد على الذات يمكن أن يسبب ضغطًا نفسيًا هائلًا ويقلل من فعالية العمل الجماعي. التعاون وطلب المساعدة ليس مجرد حاجة، بل هو جزء من العملية التعليمية والنمو الشخصي، وهو يساعد في الاستفادة من خبرات وتجارب الآخرين لتجاوز الصعوبات بشكل أسرع وأكثر فعالية.

ثالثًا: الخوف من الحكم السلبي

الخوف من تقييم الآخرين يمثل عائقًا كبيرًا يمنع الأشخاص من طلب المساعدة. وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة علم النفس الاجتماعي، يشعر 45% من الأفراد بالقلق من أن يُنظر إليهم على أنهم غير كفوئين عند طلب الدعم، ما يؤثر على أدائهم ويزيد من مستوى التوتر. لكن الحقيقة أن معظم الناس يحترمون من يطلب المساعدة عند الحاجة، ويقدرون الشفافية والرغبة في التعلم، مما يعزز التعاون في البيئات المهنية والاجتماعية.

رابعًا: الرغبة في الكمال

السعي للكمال قد يمنع الأشخاص من طلب المساعدة، حيث يعتقدون أن القيام بالأمور بأنفسهم سيضمن جودة أعلى. ومع ذلك، يوضح الخبراء أن الكمال ليس هدفًا واقعيًا، وأن المحاولة لتحقيقه غالبًا ما تؤدي إلى الإرهاق. طلب المساعدة من الآخرين يساعد على إنجاز المهام بسرعة وكفاءة أكبر، كما يمكن أن يضيف قيمة من خلال الأفكار والخبرات المتنوعة.

خامسًا: التفكير “الجميع مشغول بأمورهم”

يعتقد بعض الأشخاص أن الآخرين مشغولون ولا يمكنهم تخصيص وقت لمساعدتهم. إلا أن الدراسات توضح أن الناس يشعرون بالسعادة عندما يقدمون المساعدة للآخرين. بحث أجرته جامعة زيوريخ أشار إلى أن تقديم المساعدة يعزز الشعور بالرضا النفسي لدى الأفراد بنسبة تصل إلى 35%، وهذا يعني أن طلبك للمساعدة قد يكون مصدرًا للرضا والسعادة للأشخاص من حولك.

سادسًا: الشعور بالذنب

بعض الأشخاص يشعرون بالذنب عند طلب المساعدة، ويعتقدون أنهم يفرضون عبئًا على الآخرين. هذا الشعور قد يكون نتيجة تراكمات اجتماعية أو ثقافية. لكن في الواقع، يعتبر تقديم المساعدة أمرًا طبيعيًا ومقبولًا، بل ومطلوبًا في العديد من الحالات. طلبك للمساعدة لا يجب أن يُنظر إليه على أنه عبء، بل كتواصل إيجابي واستفادة متبادلة بين الأفراد.

تأثير هذه الأفكار على الصحة النفسية

الأفكار السلبية حول طلب المساعدة تؤدي إلى ضغط نفسي كبير، حيث يشعر الأشخاص أنهم ملزمون بالتعامل مع التحديات بمفردهم. دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا أشارت إلى أن 68% من الأشخاص الذين يعانون من التوتر بسبب تجنب طلب المساعدة يظهرون مؤشرات أعلى للقلق والاكتئاب. طلب المساعدة ليس فقط وسيلة لتجاوز العقبات بل هو أيضًا وسيلة فعّالة لتعزيز الرفاهية النفسية وتقليل الشعور بالعزلة.

كيفية التغلب على هذه الأفكار وتحقيق النجاح

التغلب على هذه الأفكار يحتاج إلى تغيير النظرة العامة تجاه طلب المساعدة، وذلك عن طريق:

  1. التدريب على قبول الدعم: البدء بخطوات صغيرة لطلب المساعدة من الأصدقاء والعائلة في الأمور البسيطة، لتكوين راحة نفسية تدريجية.
  2. التفكير بإيجابية حول التعاون: تذكير النفس بأن التعاون والدعم المتبادل هما جزء أساسي من الحياة.
  3. تطوير الثقة بالنفس: الثقة بالنفس تساعد في تقليل مخاوف الحكم السلبي وتزيد من جرأة طلب المساعدة عند الحاجة.

خاتمة

في النهاية، يجب أن ندرك أن طلب المساعدة ليس ضعفًا بل خطوة ضرورية لتحقيق النجاح والنمو الشخصي. وقد أظهرت دراسة حديثة من جامعة كورنيل أن الأشخاص الذين يطلبون المساعدة ويدعمون بعضهم بعضًا يتمتعون بمستوى أعلى من الرضا المهني بنسبة 40% مقارنةً بمن يعتمدون على أنفسهم فقط. كما يقال في عالم الأعمال والتجارة، النجاح يعتمد على التعاون والاستفادة من خبرات وتجارب الآخرين.

Facebook
Twitter
LinkedIn

Leave a comment