تزايد الطلب على المنتجات عبر الحدود أدى إلى تضاعف التسوق عبر الحدود خلال السنوات الخمس الماضية في ستة بلدان أوروبية وهي بولندا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا والمملكة المتحدة. هذا الاتجاه في التسوق عبر الحدود تزايد بشكل ملحوظ في عام 2020، حيث انتقل المزيد من المستهلكين إلى التسوق عبر الإنترنت بسبب جائحة كوفيد-19، ووصلت مبيعات التجارة الإلكترونية إلى 30 مليار يورو في هذه الأسواق الستة. لمساعدة الشركات على الوصول إلى المزيد من الفرص التجارية الدولية، قامت شركة جوجل بالتعاون مع مؤسسة يورومونيتور بإجراء استطلاع بين 6000 مستهلك أوروبي لفهم سلوكيات الشراء عبر الإنترنت، والأسباب التي تدفعهم للتسوق عبر الحدود، والصعوبات التي تواجههم، مما يساهم في تحسين تجربة العملاء.
مقدمة
في ظل النمو المتسارع للتجارة الإلكترونية، يسعى العديد من الشركات إلى التوسع دولياً لزيادة حجم أعمالها والوصول إلى أسواق جديدة. ومع تزايد الطلب على المنتجات عبر الحدود، أصبحت الشركات العالمية اليوم أمام تحديات كبيرة تتعلق بالوفاء بمتطلبات المستهلكين في أسواق جديدة. وفقاً لدراسة أجرتها شركة جوجل بالتعاون مع مؤسسة يورومونيتور، فإن التسوق عبر الحدود شهد نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، مما يبرز أهمية التعامل مع القضايا الرئيسية عند توسيع الأعمال دولياً. من خلال هذه الدراسة، تم تسليط الضوء على أبرز ثلاث تحديات رئيسية تواجه الشركات الدولية في التوسع وتحديد طرق التغلب عليها.
أوقات الشحن
أوقات الشحن تلعب دوراً حاسماً في قرار المستهلك بالشراء عبر الحدود. غالباً ما يفضل المستهلكون التسوق من المواقع التي تقدم شحنات سريعة، لكن ليس من الممكن دائماً توفير تسليم سريع بسبب التحديات اللوجستية والفروق في السياسات الجمركية بين البلدان. من أجل تجاوز هذه المشكلة، ينبغي على الشركات تقديم خيارات متعددة للشحن بأسعار مختلفة. على سبيل المثال، يمكن للشركات تقديم خيار الشحن السريع مقابل سعر أعلى للشحن، مع تقديم تسليم مجاني للشحنات البطيئة. هذه الطريقة تساعد على جذب المستهلكين الذين يبحثون عن أسعار أقل، وفي نفس الوقت تضمن عدم خسارة العملاء بسبب التسليم البطيء.
الموقع الإلكتروني والدعم بلغة أجنبية
قد يكون المستهلكون الذين يتسوقون عبر الحدود في حاجة ملحة لتقديم الدعم بلغتهم المحلية، خاصةً عندما يتعلق الأمر بعمليات الشراء الكبيرة أو التي تشمل استفسارات حول جودة المنتج أو شروط الضمان. إذا كان الموقع الإلكتروني غير مترجم، يمكن أن يشعر المستهلكون بالإحباط بسبب عدم قدرتهم على فهم التفاصيل الدقيقة المتعلقة بالمنتج أو عملية الشراء. لتجنب هذا، يجب على الشركات تقديم موقع محلي متكامل يتميز بواجهة سهلة الاستخدام ويدعم عدة لغات، مع توفير دعم عملاء محلي بلغات متعددة لضمان تجربة تسوق سلسة. مثلًا، إذا كان المستهلكون يفضلون الدفع ببطاقات الائتمان المحلية أو وسائل الدفع عبر الهاتف المحمول، فيجب على الموقع أن يوفر هذه الخيارات. هذا لا يساعد فقط في تعزيز تجربة المستهلك، بل أيضاً في بناء الثقة والولاء بين العملاء الدوليين.
الجودة والثقة
الثقة في العلامة التجارية تعتبر العنصر الحاسم في قرار المستهلك بالشراء دولياً. فالمستهلكون يبحثون عن شركات تقدم منتجات عالية الجودة وأنظمة إرجاع واضحة وشفافة لضمان الحماية من أي مشاكل قد تواجههم بعد الشراء. التحديات الرئيسية هنا تشمل ضمان جودة المنتج ووضوح سياسة الإرجاع وضمان استرداد الأموال إذا لم تكن راضية. يجب على الشركات تعزيز الثقة من خلال توفير تفاصيل شاملة حول السياسات المتعلقة بالجودة والإرجاع على مواقعهم الإلكترونية، مع توفير روابط لمراجعات العملاء وتجاربهم السابقة مع المنتجات. يمكن للشركات أيضاً التعاون مع شركات تقييم الطرف الثالث لتحسين سمعتهم لدى العملاء.
خاتمة
توسيع الأعمال دولياً يتطلب من الشركات فهم متطلبات المستهلكين وتحدياتهم بشكل دقيق، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالتسوق عبر الحدود. من خلال تلبية احتياجات العملاء في جوانب أوقات الشحن، الموقع الإلكتروني المدعوم بلغات متعددة، وجودة المنتجات والخدمة، يمكن للشركات تحقيق النجاح وتحقيق ولاء العملاء الدوليين. النجاح في التوسع يتطلب الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة والتي تؤثر بشكل كبير على تجربة التسوق الدولية، ومن خلال تجاوز هذه التحديات، يمكن للشركات التوسع بثقة والنجاح في أسواق جديدة.