Skip links

شركة ناشئة: ما هو الوقت المستغرق للعميل لتحقيق أرباح للشركة ولماذا هو مهم؟

في عالم الشركات الناشئة، حيث المنافسة شديدة والفرص محدودة، تصبح سرعة تقديم القيمة للمستخدمين عاملاً حاسماً في نجاح أو فشل المشروع. ولهذا ظهر مفهوم “الوقت المستغرق لتحقيق القيمة” أو ما يُعرف بـ Time-to-Value (TTV) كمقياس استراتيجي لفهم مدى فعالية المنتج أو الخدمة في إظهار قيمتها للمستخدم منذ اللحظة الأولى. لكن ما المقصود بهذا المصطلح تحديدًا؟ ولماذا يُعد مهمًا جدًا للشركات الناشئة؟ هذا ما سنستعرضه في هذه المقالة بشكل موسع.



تعريف Time-to-Value

يشير مصطلح “الوقت المستغرق لتحقيق القيمة” إلى الفترة الزمنية التي يستغرقها المستخدم من لحظة بدء استخدام منتج أو خدمة حتى يشعر بأولى الفوائد أو القيم الحقيقية منه. بمعنى آخر، هو الوقت الذي يتحول فيه المستخدم من مجرد مشاهد أو مستخدم سطحي إلى شخص يحصل على قيمة واضحة ومحددة من المنتج. كلما كان هذا الوقت أقصر، زاد احتمال استمرارية المستخدم مع المنتج وتحقيق نمو في معدلات الاحتفاظ.

 


أهمية Time-to-Value في الشركات الناشئة

تلعب سرعة تحقيق القيمة دوراً محورياً في نجاح الشركات الناشئة، خصوصًا في مراحلها الأولى. في بيئة تنافسية لا ترحم، لا يملك المستخدمون وقتًا طويلًا لانتظار الفوائد، بل يتوقعون رؤية نتائج فورية أو قريبة. عندما يكون TTV سريعًا، يزيد احتمال تحويل المستخدمين الجدد إلى عملاء دائمين، ويقل احتمال ترك المنتج مبكرًا، مما يعزز من فرص النمو والتوسع.

 


كيف يؤثر Time-to-Value على تجربة المستخدم؟

تجربة المستخدم لا تبدأ فقط من خلال واجهة التطبيق أو تصميم الموقع، بل من اللحظة الأولى التي يدرك فيها المستخدم أن المنتج يقدم له شيئًا ذا قيمة. إذا استغرق الأمر وقتًا طويلاً ليصل المستخدم إلى هذه المرحلة، فقد يفقد الاهتمام أو ينتقل إلى منتج منافس. لذلك، فإن تحسين TTV يساهم في تحسين تجربة المستخدم بشكل عام، ويزيد من رضاهم وولائهم.

 


العلاقة بين Time-to-Value وتحويل العملاء

من أهم العوامل المؤثرة في تحويل المستخدم المجاني إلى مستخدم مدفوع أو عميل دائم هي السرعة التي يشعر فيها هذا المستخدم بالفوائد. كلما تمكنت الشركة من تسريع هذه العملية، زادت معدلات التحويل. لهذا السبب، تستثمر الشركات الناشئة الكبيرة في اختبارات تُظهر كيفية تقديم القيمة بسرعة، سواء عبر تجارب ترحيبية مصممة بذكاء أو عبر مزايا مجانية ملموسة.

 


تأثير Time-to-Value على معدلات الاحتفاظ بالمستخدمين

إذا لم يشعر المستخدم بالقيمة في وقت قصير، فمن المرجح أن يتوقف عن استخدام المنتج تمامًا. لذلك، فإن تقليل TTV يعني زيادة فرص بقاء المستخدم، وبالتالي تحسين معدلات الاحتفاظ. هذا أمر بالغ الأهمية خاصة للشركات الناشئة التي تعتمد على الاشتراكات أو الخدمات المتكررة، حيث يعتمد النجاح على استمرار المستخدمين لفترات طويلة.

 


كيف يمكن قياس Time-to-Value؟

قياس TTV ليس دائمًا عملية مباشرة، لكن هناك عدة طرق لتحديده بدقة، مثل تتبع الوقت الذي يقضيه المستخدم قبل إجراء أول عملية شراء أو قبل الوصول إلى نقطة معينة في تجربة الاستخدام تُعتبر مؤشرًا على تحقيق القيمة. يمكن أيضًا استخدام أدوات تحليل المستخدمين لتحديد الأنماط التي تشير إلى متى يبدأ المستخدمون في استخلاص الفوائد.

 


إستراتيجيات لتقليل Time-to-Value

هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن للشركات الناشئة اعتمادها لتقليل TTV، منها:

  • تبسيط عملية التسجيل والاستخدام الأولي.
  • توفير تجربة ترحيبية مرشدة.
  • عرض المزايا الأساسية للمستخدم من البداية.
  • تقليل عدد الخطوات اللازمة لتحقيق أول فائدة.
  • التركيز على توجيه المستخدم نحو الإجراءات التي تحقق له قيمة مباشرة.
 

أمثلة واقعية على تحسن Time-to-Value

تعتبر منصات مثل Slack وDropbox من الأمثلة الناجحة على تقليل TTV. حيث تمكّن المستخدم من إرسال أول رسالة أو رفع ملف في ثوانٍ من التسجيل، مما أعطى انطباعًا مباشرًا عن فائدة المنتج. هذه الأمثلة تُظهر كيف يمكن لإستراتيجية ذكية أن تُحدث فرقًا كبيرًا في تجربة المستخدم وتزيد من فرص النجاح.

 

تأثير Time-to-Value على استراتيجية التسويق

عندما يكون المنتج قادرًا على تقديم قيمة فورية، يصبح تسويقه أسهل وأكثر فعالية. فكلما كانت التجربة الأولى للمستخدم مقنعة، زادت فرص انتشار المنتج عبر الشفاه أو التقييمات الإيجابية. كما أن وجود TTV سريع يسهل مهمة فرق التسويق في صياغة رسائل جذابة تركز على الفوائد الفورية وليس الوعود المستقبلية.

 

تحديات في قياس وتحسين Time-to-Value

رغم أهميته، إلا أن قياس وتحسين TTV قد يواجه بعض التحديات، مثل عدم وضوح ما يُعتبر “قيمة” للمستخدم، أو تعقيد المنتج الذي يتطلب وقتًا طويلًا لفهمه. بالإضافة إلى ذلك، قد تختلف توقعات المستخدمين حسب القطاع أو نوع المنتج، مما يجعل من الصعب تطبيق حلول واحدة لكل الحالات.

 

مستقبل Time-to-Value في عالم الشركات الناشئة

مع تطور التكنولوجيا وزيادة توقعات المستخدمين، سيظل Time-to-Value عاملاً حاسمًا في نجاح الشركات الناشئة. ومع ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي والتحليلات الدقيقة، سيكون بمقدور الشركات تخصيص تجربة المستخدم بشكل دقيق لتقليل TTV بشكل أكبر. في المستقبل، لن تكون الشركات الناشئة ناجحة فقط لأنها تقدم منتجًا جيدًا، بل لأنها تقدم القيمة بسرعة ووضوح.

 


|||| 10 كتب أمريكية وعربية حول موضوع الشركات الناشئة وتطوير المنتجات

  1. The Lean Startup – إريك ريس
    كتاب أمريكي يشرح مفهوم الشركات الناشئة الرشيقة وكيفية اختبار الأفكار بسرعة وتقديم القيمة بفعالية.

  2. Hooked – Nir Eyal
    يركز على كيفية بناء منتجات تخلق عادات لدى المستخدمين، وهو مفيد جدًا في فهم كيفية تقديم القيمة بسرعة.

  3. Traction – Gabriel Weinberg وJustin Mares
    يقدم استراتيجيات عملية للحصول على عملاء وبناء زخم للمنتج، وهو مرتبط بتقليل TTV.

  4. Startup Owner’s Manual – Steve Blank وBob Dorf
    دليل شامل لريادة الأعمال مع تركيز على البحث عن السوق وتقديم القيمة.

  5. Crossing the Chasm – Geoffrey A. Moore
    يتناول كيفية تجاوز الفجوة بين المستخدمين الأوائل والمستخدمين الرئيسيين، وهو مرتبط بتقديم القيمة المستدامة.

  6. ريادة الأعمال – د. عبد الكريم البرقاوي
    كتاب عربي شامل يتناول مفاهيم ريادة الأعمال الحديثة، بما في ذلك تقديم القيمة للمستخدمين.

  7. كيف تبدأ مشروعك الناشئ – هاني عزام
    كتاب عربي يقدم خطوات عملية لبدء المشاريع الناشئة مع تركيز على تجربة المستخدم.

  8. التفكير في المنتج – محمد الهواري
    كتاب عربي يركز على كيفية تصميم منتجات تقدم قيمة حقيقية للمستخدمين بسرعة.

  9. Product-Led Growth – Wes Bush
    كتاب أمريكي يشرح كيف يمكن للمنتجات نفسها أن تقود نمو الشركة من خلال تقديم قيمة فورية.

  10. Escaping the Build Trap – Melissa Perri
    يركز على كيفية تجنب التركيز الزائد على البناء دون تقديم قيمة فعلية للمستخدم.

 


إحصائيات مفيدة //

  1. وفقًا لشركة Totango ، فإن 40% – 60% من المستخدمين الذين لا يرون قيمة خلال الأسبوع الأول يتوقفون عن استخدام المنتج نهائيًا.

  2. تشير دراسة من Gartner إلى أن الشركات التي تقلل من TTV بنسبة 20% تزيد من معدلات الاحتفاظ بـ 30%.

  3. وجدت شركة Appcues أن المستخدمين الذين يحققون أول قيمة خلال أول 10 أيام من الاستخدام، لديهم احتمال بنسبة 65% للاستمرار بعد 90 يومًا.

  4. أكثر من 75% من المستخدمين يتوقعون رؤية فوائد واضحة خلال الدقائق الأولى من استخدام منتج جديد، وفقًا لاستطلاع Pendo .

  5. الشركات التي تستخدم تجارب ترحيبية مرشدة تقلل من TTV بنسبة تصل إلى 50%، حسب تقرير HubSpot .

  6. وفقًا لبيانات Microsoft , فإن المستخدم العادي يقرر خلال 10 ثوانٍ ما إذا كان سيستمر في استخدام منتج أو تطبيق جديد.

  7. 88% من المستخدمين غير الراضين عن تجربة أول استخدام لا يعودون مرة أخرى، وفقًا لبحث من Forrester .

 


أسئلة شائعة !

س: هل Time-to-Value مهم فقط للمنتجات الرقمية؟
ج: لا، TTV مهم لأي منتج أو خدمة، سواء كانت رقمية أو مادية، لأنه يتعلق بإدراك المستخدم للقيمة بغض النظر عن نوع المنتج.

 

س: كيف يمكنني تحديد ما هي “القيمة” بالنسبة لمستخدمي منتجي؟
ج: يمكنك ذلك من خلال دراسة سلوكيات المستخدمين، وتحليل ما الذي يجعلهم يبقون أو يتركون المنتج، وكذلك من خلال المقابلات المباشرة معهم.

 

س: هل يؤثر TTV على نموذج الإيرادات؟
ج: نعم، كلما قل TTV زادت فرص تحويل المستخدمين إلى عملاء مدفوعين، مما يعزز من الإيرادات.

 

س: هل يمكن تحسين TTV بعد إطلاق المنتج؟
ج: بالتأكيد، يمكن تحسين TTV باستمرار من خلال تحليل البيانات واختبارات المستخدم وتعديل تجربة الاستخدام.

 

س: هل TTV مهم بنفس القدر للشركات B2B وB2C؟
ج: نعم، لكن طبيعة القيمة وتوقعات المستخدم تختلف، لذا يجب تخصيص الاستراتيجية لكل نوع من الأسواق.

 

خاتمة !

في عالم الشركات الناشئة، لا يكفي أن يكون لديك منتج جيد، بل يجب أن يكون واضحًا وسريعًا في تقديمه للقيمة. “الوقت المستغرق لتحقيق القيمة” (Time-to-Value) هو مؤشر استراتيجي يحدد مدى فعالية منتجك في إقناع المستخدمين بمواصلة استخدامه. من خلال فهم هذا المفهوم وتطبيق استراتيجيات لتقليله، يمكن للشركات الناشئة تعزيز معدلات التحويل والاحتفاظ وتحقيق نمو مستدام. إن الاستثمار في تحسين TTV ليس فقط ضروريًا، بل هو مفتاح النجاح في سوق تنافسي يتغير بسرعة.

LinkedIn
Facebook
X
Pinterest

Leave a comment