Skip links

إجهاد التعاطف في العمل: 60% من الموظفين يعانون منه وكيفية الوقاية منه

إجهاد التعاطف في العمل هو حالة من الإرهاق النفسي والجسدي الذي يصيب الأفراد نتيجة للتعامل المستمر مع مشاعر الآخرين، سواء كانت هذه المشاعر سلبية مثل الحزن أو الصدمة أو الصراع. هذا النوع من الإجهاد يحدث عندما يتعاطف الموظف مع الآخرين بشكل مفرط أو عندما يكون مطالبًا بالتفاعل مع الأشخاص الذين يعانون من ضغوط عاطفية أو مشاكل حياتية.

ما هو إجهاد التعاطف؟

إجهاد التعاطف هو حالة نفسية تحدث عندما يشعر الفرد بالتعب والضغط نتيجة استجابته العاطفية لمشاعر الآخرين. يمكن أن يحدث هذا الإجهاد لدى الأشخاص الذين يعملون في مهن تتطلب تفاعلًا مستمرًا مع الآخرين، مثل العاملين في مجال الرعاية الصحية، الاستشارات النفسية، التعليم، أو حتى في مجالات خدمة العملاء.

في العمل، قد يتعرض الموظف لمواقف تتطلب منه تقديم الدعم العاطفي أو التعاطف مع الأفراد الذين يمرون بتجارب صعبة. وعلى الرغم من أن التعاطف هو جزء أساسي من التواصل الفعّال، إلا أن الإفراط في تقديم الدعم العاطفي يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الموظف نفسه.

أسباب إجهاد التعاطف في العمل

إجهاد التعاطف يحدث عندما يكون الموظف في بيئة عمل تتطلب منه إدارة مشاعر الآخرين بشكل مستمر. من بين الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى هذا الإجهاد:

  1. الضغط العاطفي المستمر: الموظفون الذين يتعاملون مع العملاء أو المرضى الذين يعانون من حالات صعبة قد يواجهون تحديات في الحفاظ على توازنهم العاطفي.

  2. الظروف الشخصية: إذا كان الموظف نفسه يمر بفترة صعبة في حياته الشخصية، فقد يكون أكثر عرضة لإجهاد التعاطف عند التعامل مع مشاعر الآخرين.

  3. التوقعات العالية من الرؤساء أو الزملاء: بعض البيئات المهنية تضع ضغطًا على الأفراد ليكونوا دائمًا متاحين لتقديم الدعم العاطفي، مما يساهم في تراكم الإجهاد العاطفي.

  4. عدم وجود فواصل عاطفية: في بعض الأحيان، لا تكون هناك فواصل بين العمل والحياة الشخصية، مما يؤدي إلى أن يتداخل الضغط العاطفي الناتج عن العمل مع حياة الشخص الشخصية.

كيف يؤثر إجهاد التعاطف على الموظف؟

إجهاد التعاطف ليس مجرد شعور بالتعب، بل يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الأداء العام للموظف وصحته النفسية والجسدية. من التأثيرات السلبية لهذا النوع من الإجهاد:

  1. الإرهاق العقلي: بسبب التعامل المستمر مع مشاعر الآخرين، قد يشعر الموظف بأن ذهنه متعب وغير قادر على التركيز أو التفكير بوضوح.

  2. القلق والاكتئاب: عندما يكون الموظف في حالة من إجهاد التعاطف لفترة طويلة، قد يبدأ في الشعور بالقلق والاكتئاب، وقد يصبح أكثر عرضة للتقلبات المزاجية.

  3. الانفصال العاطفي: بعض الأشخاص قد يبدأون في تطوير آلية دفاعية من خلال الانفصال العاطفي عن الأشخاص الذين يتعاملون معهم. هذا قد يؤدي إلى فقدان الدافع للقيام بالعمل بشكل جيد.

  4. العزلة الاجتماعية: مع مرور الوقت، قد يشعر الموظف بالعزلة عن الزملاء والأصدقاء بسبب الإرهاق العاطفي، مما يعيق تطوير علاقات شخصية صحية.

كيف تحمي نفسك من إجهاد التعاطف في العمل؟

لحماية نفسك من إجهاد التعاطف في العمل، هناك عدة استراتيجيات يمكنك اتباعها:

  1. وضع حدود واضحة: تعلم كيفية وضع حدود عاطفية مع الآخرين في العمل. على سبيل المثال، تحديد الوقت المناسب للتفاعل مع مشاعر الآخرين وتجنب أخذ هذه المشاعر معك خارج العمل.

  2. التحدث مع أحد: إذا كنت تشعر بالإرهاق العاطفي، حاول التحدث مع شخص تثق فيه أو مع مستشار. التعبير عن مشاعرك يمكن أن يكون مريحًا ويساعدك في التعامل مع الضغوط.

  3. ممارسة تقنيات الاسترخاء: مثل التأمل أو تمارين التنفس العميق. هذه التقنيات يمكن أن تساعد في تقليل التوتر النفسي وتجديد الطاقة.

  4. أخذ فترات راحة منتظمة: من المهم أن تخصص وقتًا لنفسك بعيدًا عن متطلبات العمل. فترات الراحة القصيرة تساعد في تجديد الطاقة وتجعل الموظف أكثر قدرة على التعامل مع الضغوط.

  5. الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية: ممارسة الرياضة والحفاظ على نمط حياة صحي من خلال النوم الجيد والتغذية السليمة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي في الحد من تأثيرات إجهاد التعاطف.

  6. الابتعاد عن التوقعات غير الواقعية: إذا كنت تعمل في بيئة تطلب منك تقديم الدعم العاطفي بشكل مستمر، تحدث مع مشرفيك حول توقعاتهم منك وابحث عن طرق لتحقيق توازن بين العمل والحياة الشخصية.

إحصائية تهمك:

في دراسة أجراها معهد ماكنزي في عام 2023، تبين أن أكثر من 60% من الموظفين في المهن التي تتطلب تعاطفًا مستمرًا يشعرون بإجهاد عاطفي متزايد نتيجة لضغوط العمل اليومية.

الخاتمة:

إجهاد التعاطف في العمل ليس ظاهرة جديدة، ولكنه أصبح أكثر وضوحًا في السنوات الأخيرة، حيث أظهرت الدراسات أن العديد من الموظفين يعانون منه بسبب الضغوط العاطفية المستمرة. من المهم أن نضع في اعتبارنا أن الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية هو أمر ضروري، وأن اتخاذ تدابير وقائية مثل وضع الحدود العاطفية والاهتمام بالراحة الشخصية يمكن أن يكون له تأثير إيجابي في تقليل إجهاد التعاطف. فوفقًا لإحصائيات 2023، يمكن القول إن أكثر من 60% من الموظفين في مجالات الدعم العاطفي بحاجة إلى استراتيجيات لمكافحة هذا الإجهاد، وهو أمر يجب أن يتم التعامل معه بجدية لضمان رفاهية الموظفين وجودة الأداء في العمل.

Facebook
Twitter
LinkedIn

Author

Leave a comment