Skip links

كيفية بناء بنية تحتية للموارد البشرية قابلة للتطوير في الشركات الناشئة سريعة النمو

أصبحت الشركات الناشئة تمثل حجر الأساس في نمو الاقتصاد الحديث. لكن، لتحقيق النجاح المستدام، تواجه الشركات الناشئة تحديًا كبيرًا في بناء بنية تحتية للموارد البشرية قابلة للتطوير.
تتمثل أهمية هذا التحدي في مواكبة سرعة النمو وتلبية الاحتياجات المتزايدة من الكفاءات البشرية والإدارية. وفقًا لدراسة أُجريت عام 2023 من قبل مجلة الموارد البشرية العالمية، فإن 70% من الشركات الناشئة تفشل في أول خمس سنوات بسبب عدم كفاءة البنية التحتية الداخلية، والتي تشمل الموارد البشرية كعامل رئيسي.

إذن، ما الذي يجعل البنية التحتية للموارد البشرية قابلة للتطوير؟ وكيف يمكن للشركات الناشئة سريعة النمو أن تُصمّم وتنفّذ هذه البنية بفعالية لضمان النمو المستمر والتوسّع دون التعرض للانهيار؟


أهمية البنية التحتية للموارد البشرية القابلة للتطوير للشركات الناشئة

تشكل البنية التحتية للموارد البشرية العمود الفقري لأي شركة ناجحة. وتظهر أهميتها في النقاط التالية:

  • تحقيق التوسع دون اضطرابات: الشركات الناشئة سريعة النمو تتعرض لضغط هائل في التعامل مع تدفق الموظفين الجدد. نظام موارد بشرية قابل للتطوير يضمن تكيف الشركة مع هذه التغييرات بسهولة.
  • تعزيز الإنتاجية: وجود سياسات وأنظمة فعّالة للموارد البشرية يساعد الموظفين على العمل بكفاءة أكبر، مما يؤدي إلى تحقيق الأهداف بسرعة.
  • تقليل معدلات الدوران الوظيفي: وفقًا لتقرير صادر عن LinkedIn Talent Solutions، تعاني 57% من الشركات الناشئة من معدلات دوران وظيفي مرتفعة بسبب ضعف أنظمة إدارة الموظفين. بنية تحتية صلبة تساهم في الحفاظ على المواهب.
  • تحقيق النمو المستدام: وجود أسس قوية لإدارة الموارد البشرية يعزز من قدرة الشركة على الاستجابة للتحديات المستقبلية دون الحاجة لإعادة بناء أنظمتها بالكامل.

العناصر الأساسية للبنية التحتية للموارد البشرية القابلة للتطوير

لكي تبني شركة ناشئة بنية تحتية مرنة وقابلة للتطوير، يجب التركيز على العناصر الأساسية التالية:

1. أنظمة التوظيف واكتساب المواهب

  • الاستثمار في أدوات توظيف حديثة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
  • بناء خطة توظيف استراتيجية تعتمد على رؤية الشركة وأهدافها طويلة المدى.
  • تطوير تجربة مرنة للمرشحين تعكس ثقافة الشركة الإيجابية.

2. نظام إدارة الأداء

  • وضع آليات قياس أداء واضحة تشمل مؤشرات أداء رئيسية KPIs.
  • اعتماد أنظمة مراجعة دورية ومستمرة لأداء الموظفين.
  • تخصيص برامج تدريب وتطوير تعزز من مهارات الكوادر البشرية داخل الشركة.

3. التكنولوجيا والبرمجيات الحديثة

  • الاستثمار في أدوات إدارة الموارد البشرية مثل أنظمة HRIS (Human Resources Information Systems).
  • الاعتماد على برمجيات تتبنى حلولًا قابلة للتوسع مثل أدوات جدولة المهام وإدارة الرواتب.
  • استخدام برامج تواصل فعّالة تتيح إدارة الفرق عن بُعد بكفاءة عالية.

4. تطوير ثقافة الشركة

  • بناء بيئة عمل إيجابية تدعم الإبداع والابتكار.
  • تعزيز قيم الشفافية والمرونة ضمن ثقافة الشركة.
  • توفير نظام مكافآت وحوافز يضمن ولاء الموظفين ورضاهم الوظيفي.

5. التدريب والتطوير المستمر

  • تصميم برامج تدريبية تُلبّي احتياجات الموظفين الحالية والمستقبلية.
  • الاستثمار في المهارات القيادية لضمان إعداد جيل جديد من القادة.


هل يجب على الشركات الناشئة سريعة النمو استخدام OBS؟

فيما يتعلق ببرمجيات إدارة الموارد البشرية، تبرز OBS كأداة فعّالة لإدارة الفرق ومتابعة الأداء. ومع ذلك، لا يقتصر الأمر فقط على الأدوات، بل يرتبط بتصميم منظومة كاملة تجمع بين البرمجيات والكفاءات البشرية.


كيفية الحفاظ على بنية تحتية للموارد البشرية قابلة للتطوير

  1. التقييم الدوري للأنظمة والموارد البشرية:
    يجب على الشركات الناشئة مراجعة فعالية نظام الموارد البشرية بشكل دوري وقياس مدى مواكبته لاحتياجات الشركة.

  2. التوسع التدريجي:
    الاعتماد على خطط توسعية مرحلية تمنح الشركة فرصة للنمو دون التعرض للفوضى الإدارية.

  3. الاستثمار في الابتكار:
    يجب أن تكون الشركة على استعداد لتبني أحدث التقنيات والبرمجيات في إدارة الموارد البشرية.

  4. تطوير القادة داخل الشركة:
    الاستثمار في تدريب الموظفين الحاليين لتأهيلهم لمناصب قيادية مستقبلية يساهم في الحفاظ على الاستقرار الوظيفي.

  5. المرونة في التعامل مع التغيرات:
    من الضروري أن تمتلك الشركات قدرة استباقية لمواجهة التحديات المستقبلية من خلال بناء أنظمة مرنة.

إحصائيات مفيدة

  1. زيادة الإنتاجية: الشركات التي تستثمر في تطوير مهارات موظفيها تشهد زيادة في الإنتاجية تصل إلى 20-25%.

  2. تحسين الاحتفاظ بالموظفين: 94% من الموظفين يقولون إنهم سيبقون في الشركة لفترة أطول إذا استثمرت في تطوير مهاراتهم.

  3. دور الثقافة المؤسسية: الشركات ذات الثقافة المؤسسية القوية تحقق أداءً أفضل بنسبة 30% مقارنةً بالشركات ذات الثقافة الضعيفة.

  4. الابتكار: 70% من الشركات التي تعزز بيئة العمل الإبداعي تشهد زيادة في الابتكار وتطوير المنتجات الجديدة.

  5. رضا العملاء: الشركات التي تهتم بتدريب موظفيها على مهارات خدمة العملاء تسجل زيادة في رضا العملاء بنسبة تصل إلى 12%.

  6. الربحية: الشركات التي تركز على تطوير رأس المال البشري تحقق أرباحًا أعلى بنسبة 2.5 مرة مقارنة بالشركات التي لا تفعل ذلك.

  7. المرونة: 80% من الشركات التي تستثمر في تدريب موظفيها على مهارات جديدة تكون أكثر قدرة على التكيف مع التغيرات في السوق.

خاتمة

بناء بنية تحتية للموارد البشرية قابلة للتطوير ليس مجرد خيار إضافي للشركات الناشئة، بل هو شرط أساسي لتحقيق النجاح المستدام والنمو السريع. الشركات التي تستثمر في مواردها البشرية من خلال وضع سياسات وأنظمة فعّالة، تضمن لنفسها التفوق في سوق تنافسي متسارع.

وفقًا لإحصائية حديثة من Harvard Business Review، 82% من الشركات الناجحة صرّحت أن الاستثمار في البنية التحتية للموارد البشرية كان العامل الرئيسي في تحقيق نموها السريع.

إذا كنت تدير شركة ناشئة وتطمح لتحقيق التوسع دون خسارة الجودة والكفاءة، فإن بناء بنية تحتية قوية للموارد البشرية سيكون خطوتك الأولى نحو مستقبل واعد.

Facebook
Twitter
LinkedIn

Leave a comment