مع تسارع وتيرة التحول الرقمي، شهد سوق العمل العالمي تحولًا كبيرًا نحو الاعتماد على نظام العمل عن بُعد. أصبح التوظيف عبر الإنترنت وإدارة الموارد البشرية عن بُعد استراتيجيةً حاسمةً للشركات التي تسعى للبحث عن أفضل المواهب العالمية والتواصل معها بفعالية. بحسب دراسة حديثة أجرتها شركة “Gartner”، فقد ارتفعت نسبة الشركات التي تعتمد على العمل عن بُعد بنسبة 47% منذ عام 2020، وهو ما يعكس التغيير الجذري في طرق إدارة الموارد البشرية الحديثة.
إن الموارد البشرية عن بُعد لا تعني فقط العثور على موظفين موهوبين من مختلف أنحاء العالم، بل تشمل أيضًا وضع استراتيجيات للحفاظ على رضا الموظفين ورفع مستويات الإنتاجية والالتزام. فكيف يمكن تحقيق هذا التوازن؟ وما هي أفضل الأدوات والطرق التي يمكن اعتمادها في إدارة الموارد البشرية عن بُعد؟
أهمية الموارد البشرية عن بُعد
الوصول إلى أفضل المواهب عالميًا: توفر الموارد البشرية عن بُعد فرصة الوصول إلى المواهب من كافة الأماكن وفقًا للمهارات والتخصصات المطلوبة. في العالم الرقمي، يمكن للشركات توظيف مهندسين أو مصممين من مصر، ومطوري برمجيات من الهند، ومدراء مشروعات من أوروبا، كل ذلك بسهولة ويسر.
خفض التكاليف: تمكن الشركات من تقليص تكاليف المكاتب والموارد اللوجستية من خلال توظيف فرق عمل عن بُعد، وهو ما يمكن أن يساعد الشركات الناشئة وريادي الأعمال في إطلاق مشروعاتهم بتكلفة منخفضة.
زيادة الإنتاجية ورضا الموظفين: تُثبت الدراسات أن الموظفين في نظم العمل عن بُعد يشعرون بالرضا والتوازن بين العمل والحياة الشخصية، ما يعزز مستويات إنتاجيتهم.
كيفية إدارة الموارد البشرية عن بُعد
وضع أهداف وضحة: تكون الإدارة أكثر فعالية عندما تكون الأهداف محددة وواضحة، مثل تحقيق مهلة معينة لمهمة ما.
توفير أدوات التواصل المناسبة: يجب استخدام أدوات مثل Slack وMicrosoft Teams للتواصل وتتبع المشروعات.
إحصائيات مفيدة
نمو العمل عن بُعد: تشير التقديرات إلى أن حوالي 30% من الموظفين في جميع أنحاء العالم يعملون عن بُعد بشكل كامل أو جزئي.
زيادة الإنتاجية: أظهرت دراسة أن 77% من الموظفين الذين يعملون عن بُعد يشعرون بأنهم أكثر إنتاجية مقارنةً بالعمل في المكتب.
توفير التكاليف: وفقًا لتقرير، يمكن للشركات توفير ما يصل إلى 11,000 دولار سنويًا لكل موظف يعمل عن بُعد من خلال تقليل تكاليف المكاتب والنقل.
تأثير على الاحتفاظ بالموظفين: أظهرت الدراسات أن الشركات التي تقدم خيارات العمل عن بُعد لديها معدل احتفاظ بالموظفين أعلى بنسبة 25%.
الرغبة في العمل عن بُعد: أظهرت استطلاعات أن 70% من الموظفين يفضلون العمل عن بُعد على العمل في المكتب، حتى بعد انتهاء جائحة COVID-19.
التوازن بين العمل والحياة: أفاد 83% من الموظفين الذين يعملون عن بُعد بأنهم يشعرون بتحسن في التوازن بين العمل والحياة.
تأثيرات الصحة النفسية: أظهرت الأبحاث أن العمل عن بُعد يمكن أن يقلل من مستويات التوتر بنسبة تصل إلى 20% مقارنة بالعمل في بيئة مكتبية تقليدية.
خاتمة
لا يزال مجال الموارد البشرية عن بُعد يفتح آفاقًا جديدة للعمل المتنوع والمشترك بين الدول، ويمكن تنفيذ ذلك عن طريق تقنيات ومنهجيات صحيحة ومستقبلية.