Skip links

لماذا يتعرض الموظفون ذوو الأداء العالي لمعدلات احتراق وظيفي أعلى بنسبة 27% من غيرهم

لماذا يتعرض الموظفون ذوو الأداء العالي لمعدلات احتراق وظيفي أعلى بنسبة 27% من غيرهم؟

المقدمة
يُعتبر الاحتراق الوظيفي ظاهرة متنامية في عالم الأعمال، ولا تقتصر آثارها على الأداء الفردي فحسب، بل تمتد لتشمل الإنتاجية العامة للفرق والمؤسسات. تُظهر الدراسات أن الموظفين ذوي الأداء العالي أكثر عرضة للاحتراق الوظيفي بنسبة 27% مقارنة بزملائهم. فما الذي يجعل هؤلاء الموظفين المتميزين عرضة لمخاطر الاحتراق؟ وما العوامل التي تسهم في إصابتهم بهذا الضغط؟

أسباب تعرض الموظفين ذوي الأداء العالي للاحتراق الوظيفي
هناك عدة عوامل تجعل الموظفين ذوي الأداء العالي أكثر عرضة للإرهاق المهني، نلخصها فيما يلي:

  1. توقعات مرتفعة من الإدارة
    الموظفون المتميزون غالبًا ما يواجهون ضغوطًا عالية بسبب توقعات الإدارة التي تعتمد عليهم لتنفيذ المهام الحرجة وتحقيق أهداف طموحة. هذه التوقعات تؤدي إلى وضع غير متوازن بين الأعباء الملقاة على عاتقهم والموارد المتاحة، مما يزيد من فرص تعرضهم للاحتراق.

  2. العمل المتواصل وقلة الإجازات
    تشير الدراسات إلى أن الموظفين ذوي الأداء العالي نادرًا ما يحصلون على إجازات مستحقة أو يفضلون العمل لساعات إضافية لضمان تحقيق أهدافهم المهنية. قلة الإجازات أو العمل لساعات طويلة بدون راحة كافية يزيد من احتمالية الاحتراق الوظيفي.

  3. الرغبة في التفوق والتميز
    يسعى الموظفون ذوو الأداء العالي للتميز وتحقيق إنجازات استثنائية، إلا أن هذا الدافع العالي نحو الإنجاز قد يجعلهم يتجاهلون حاجتهم للراحة ويستنزفون طاقاتهم بالكامل، مما يؤدي في النهاية إلى الاحتراق.

  4. ضغوط الإدارة والاعتراف غير الكافي
    غالبًا ما يواجه الموظفون المتميزون ضغطًا من قبل الإدارة للحصول على نتائج ملموسة، ويشعر البعض بأن التقدير غير كافٍ. هذا الشعور بعدم الاعتراف قد يكون سببًا في زيادة الشعور بالإرهاق النفسي، مما يسرع من وتيرة الاحتراق.

تأثيرات الاحتراق الوظيفي على الموظفين المتميزين
الاحتراق الوظيفي له تأثيرات سلبية على الصحة النفسية والجسدية للموظفين المتميزين. ومن أبرز التأثيرات:

  • تراجع الأداء والإنتاجية
    رغم أن هؤلاء الموظفين قد يبدأون بتفوق، إلا أن استمرار الإرهاق يؤدي إلى تراجع كبير في أدائهم وقدرتهم على التركيز.

  • زيادة التغيب عن العمل
    يصاحب الاحتراق الوظيفي ارتفاعًا في معدلات التغيب، حيث يجد الموظفون أنفسهم بحاجة ماسة للابتعاد عن العمل لاستعادة طاقتهم النفسية والجسدية.

  • تأثيرات على الصحة النفسية والجسدية
    الاحتراق الوظيفي قد يؤدي إلى الاكتئاب، الأرق، والتوتر المزمن، مما يؤثر سلبًا على صحتهم العامة وقدرتهم على القيام بأدوارهم الحياتية.

سبل الوقاية من الاحتراق الوظيفي
لتجنب تعرض الموظفين ذوي الأداء العالي للاحتراق الوظيفي، يُنصح باتباع الخطوات التالية:

  1. تحديد الأولويات وتوزيع المهام بمرونة
    يجب على الإدارة توزيع المهام بشكل متوازن بين الموظفين، ومنحهم الأولوية للتفاعل مع قضاياهم الشخصية.

  2. التشجيع على الحصول على إجازات دورية
    من المهم تشجيع الموظفين على أخذ استراحة للتجديد، حيث إن الإجازات المنتظمة تساهم في تحسين الإنتاجية وتقليل معدلات الاحتراق.

  3. توفير بيئة عمل مرنة وداعمة
    يساهم خلق بيئة عمل مريحة ومرنة في تقليل مستويات التوتر، مما يساعد الموظفين على تحقيق التوازن المطلوب بين العمل والحياة الشخصية.

  4. الاعتراف بالإنجازات والتقدير المتواصل
    يشكل التقدير الفعلي للإنجازات دافعًا كبيرًا للموظفين ويقلل من فرص شعورهم بالإحباط أو الإجهاد.

الخاتمة
وفقًا لدراسة صادرة عن “جالوب”، يعاني 28% من الموظفين ذوي الأداء العالي من الاحتراق الوظيفي على الأقل مرة واحدة في حياتهم المهنية، مما يؤكد ضرورة اتخاذ خطوات عملية للوقاية من هذه الظاهرة في بيئات العمل المعاصرة. لذا، من خلال تقديم الدعم والتقدير اللازمين وتوفير بيئة عمل صحية، يمكن للشركات الحفاظ على أداء متميز لهؤلاء الموظفين وتقليل مخاطر الاحتراق الوظيفي في صفوفهم.

Facebook
Twitter
LinkedIn

Author

Leave a comment