Skip links

السلامة النفسية في مكان العمل: ضرورة استراتيجية لتحسين الأداء وزيادة الإنتاجية (75% من الموظفين يعانون من ضغوط نفسية تؤثر على أدائهم)

تعتبر السلامة النفسية في مكان العمل من المواضيع الحديثة التي بدأت تحظى باهتمام كبير من قبل أصحاب الأعمال، والمديرين، والموظفين على حد سواء. ليس فقط لأنها تؤثر بشكل مباشر على رفاهية الموظفين، ولكن أيضاً لأن لها تأثيراً واضحاً على الأداء العام للمؤسسة ونتائجها الإنتاجية. وفقًا لإحصائيات حديثة، تشير الدراسات إلى أن حوالي 75% من الموظفين في مختلف الشركات حول العالم يعانون من ضغوط نفسية تؤثر على أدائهم المهني، وهو ما يشير إلى ضرورة توفير بيئة عمل صحية وآمنة نفسيًا.

أهمية السلامة النفسية في مكان العمل:

  • تحسين الإنتاجية: بيئة العمل النفسية الآمنة تساعد الموظفين على التركيز بشكل أكبر، ما يؤدي إلى تحسين أدائهم وزيادة إنتاجيتهم. الموظفون الذين يشعرون بالأمان النفسي قادرون على التفكير بوضوح واتخاذ قرارات أفضل.

  • الحد من التوتر والضغط: أحد أبرز الفوائد التي توفرها بيئة العمل النفسية الآمنة هو تقليل مستويات التوتر والضغط النفسي. وهذا يساعد في تقليل حالات الإحتراق النفسي، ويزيد من قدرة الموظف على التكيف مع التحديات المهنية.

  • تعزيز الابتكار والإبداع: عندما يشعر الموظفون بأنهم في بيئة داعمة ولا يوجد خوف من الانتقاد أو العقاب، يمكنهم تقديم أفكار جديدة ومبدعة دون القلق من ردود الفعل السلبية. بيئة العمل النفسية الآمنة تشجع على التفكير النقدي والابتكار.

  • تقليل معدلات الغياب والاستقالات: إذا كان الموظف يشعر بالسوء النفسي في مكان العمل، فسيكون أكثر عرضة للتغيب عن العمل أو اتخاذ قرار الاستقالة. السلامة النفسية تقلل من هذه الاحتمالات وتساعد في الحفاظ على استقرار القوى العاملة.

كيف يمكن تحقيق السلامة النفسية في مكان العمل؟

  • فتح قنوات التواصل: توفير بيئة تشجع على التواصل المفتوح بين الموظفين والمديرين. يجب أن يشعر الموظفون بأن لديهم منصة للتعبير عن آرائهم وأفكارهم وقلقهم دون الخوف من الانتقام أو التقليل من شأنهم.

  • التقدير والاحترام: من المهم أن يشعر الموظفون بالتقدير والاحترام من قبل زملائهم ومديريهم. الاعتراف بجهود الموظفين وتحفيزهم بشكل مستمر يعزز من شعورهم بالانتماء والأمان.

  • المرونة في التعامل مع الضغوط: توفير سياسات مرنة تساعد الموظفين على التكيف مع ظروف العمل المختلفة. مثل مرونة ساعات العمل، والعمل عن بُعد، أو العطلات المدفوعة التي تساعد الموظفين على الاسترخاء وتجديد طاقتهم.

  • الدعم النفسي: ينبغي أن يكون هناك برامج دعم نفسي متاحة للموظفين الذين قد يحتاجون إليها. قد يتضمن ذلك خدمات الاستشارات النفسية أو توفير برامج تدريبية لتحسين الصحة النفسية.

  • تعزيز التنوع والشمولية: بيئة العمل الشاملة التي تعترف وتحتفل بالتنوع العرقي والديني والجندري تسهم في تعزيز الشعور بالقبول، مما يساهم في خلق بيئة نفسية آمنة.

التحديات التي تواجه السلامة النفسية في مكان العمل:

  • الضغط الناتج عن المواعيد النهائية: يعتبر الضغط من أجل الالتزام بالمواعيد النهائية أحد أبرز العوامل التي تؤثر سلبًا على الصحة النفسية للموظفين. يؤدي هذا إلى الإجهاد المستمر ويدفعهم نحو الإحتراق النفسي.

  • سوء المعاملة والتحرش: تعتبر بيئة العمل التي لا تهتم بالسلامة النفسية بيئة غير صحية إذا كانت تحتوي على سوء معاملة أو تحرش بين الزملاء أو المديرين. وهذا قد يتسبب في تدهور الحالة النفسية للموظفين.

  • قلة الدعم الإداري: في بعض الحالات، يفتقر بعض الموظفين إلى الدعم الكافي من الإدارة عندما يتعلق الأمر بالصحة النفسية. هذا يمكن أن يزيد من الضغوط النفسية ويؤثر على الروح المعنوية للفريق.

خلاصة:

الاستثمار في السلامة النفسية في مكان العمل ليس مجرد رفاهية، بل ضرورة استراتيجية لتحسين الأداء وزيادة الإنتاجية داخل الشركات. توفير بيئة صحية من الناحية النفسية له فوائد مباشرة في تعزيز رفاهية الموظفين وابتكارهم، ويساهم في تقليل التوتر والضغوط. من خلال فتح قنوات تواصل فعّالة، تقدير الموظفين، ودعمهم النفسي، يمكن للشركات خلق بيئة عمل تساعد على تفاعل الموظفين بشكل إيجابي ومثمر.

Facebook
Twitter
LinkedIn

Leave a comment