Skip links

لماذا القادة متعددو المهارات هم مستقبل القيادة في عالم متغير؟

LinkedIn
Facebook
X
Pinterest

في عصر تسارعت فيه وتيرة التغييرات التكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية، أصبح مفهوم القيادة التقليدي غير كافٍ لمواجهة التحديات المعقدة التي تواجه المنظمات والمجتمعات. لم يعد القائد الناجح هو ذلك الشخص الذي يتخصص في مجال واحد أو يعتمد على خبرة ضيقة، بل أصبح القائد المثالي هو ذلك الذي يجمع بين مهارات متعددة، قادر على التكيف مع المتغيرات، وإدارة الفرق المتنوعة، واتخاذ قرارات استراتيجية في بيئات غير مؤكدة. هذه الظاهرة، التي يمكن وصفها بـ”القادة متعددو المهارات” (Multi-Hyphenate Leaders)، تمثل مستقبل القيادة في القرن الحادي والعشرين.

هذه المقالة تستكشف لماذا أصبح هؤلاء القادة ضروريين، وكيف يمكن تطوير هذه المهارات، وما هي التحديات التي قد تواجههم. كما ستسلط الضوء على أمثلة واقعية وتقديم نصائح عملية للأفراد والمنظمات الراغبة في تبني هذا النموذج القيادي الثوري.


التحول من القيادة التقليدية إلى القيادة متعددة المهارات

لم يعد العالم يعتمد على الهياكل الهرمية الصارمة أو القادة الذين يقتصر دورهم على الإشراف فقط. اليوم، تتطلب القيادة القدرة على التنقل بين أدوار متعددة، مثل القائد والإداري والمبتكر والمستشار. هذا التحول لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة مباشرة للتغيرات الجذرية في بيئة العمل، حيث أصبحت المرونة والتكيف أكثر أهمية من الخبرة الثابتة. القادة متعددو المهارات قادرون على ملء الفجوات بين الأقسام المختلفة، وتعزيز التعاون بين الفرق، وقيادة التحول الرقمي دون الحاجة إلى الاعتماد على خبراء خارجيين.

كما أن هذا النموذج يتيح للمؤسسات الاستفادة من مواهب أفرادها بشكل أكبر، حيث يمكن للقائد الذي يجمع بين المهارات الفنية والإدارية والتواصلية أن يكون أكثر فعالية في حل المشكلات المعقدة. على سبيل المثال، قائد في مجال التكنولوجيا قد يحتاج أيضًا إلى فهم أساسيات التسويق والمبيعات ليتمكن من تطوير منتجات تلبي احتياجات العملاء بشكل أفضل.


المهارات الأساسية للقادة متعددو المهارات

لا يعني مصطلح “متعدد المهارات” أن القائد يجب أن يكون خبيرًا في كل شيء، بل يعني أنه يجب أن يمتلك مجموعة متنوعة من المهارات التي تمكنه من التكيف والتعامل مع مواقف مختلفة. من بين هذه المهارات:

  1. الذكاء العاطفي: القدرة على فهم وإدارة المشاعر الشخصية ومشاعر الآخرين، مما يسهل بناء علاقات قوية وتعزيز العمل الجماعي.
  2. التفكير الاستراتيجي: القدرة على رؤية الصورة الكبيرة واتخاذ قرارات طويلة الأمد، حتى في ظل عدم اليقين.
  3. المرونة المعرفية: القدرة على التحول بين المهام والأفكار بسرعة، والتكيف مع المعلومات الجديدة.
  4. المهارات التقنية الأساسية: فهم أساسيات التكنولوجيا الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، حتى لو لم يكن خبيرًا فيها.
  5. القيادة التحويلية: القدرة على إلهام الفريق وتحفيزه لتحقيق أهداف مشتركة، بدلاً من الاعتماد على السلطة فقط.

هذه المهارات لا تولد مع الفرد، بل يمكن تطويرها من خلال التدريب والخبرة والتعلم المستمر.


كيف تبني لنفسك مسارًا قياديًا متعدد المهارات

إذا كنت ترغب في أن تصبح قائدًا متعدد المهارات، فإن الخطوة الأولى هي تقييم مهاراتك الحالية وتحديد الثغرات التي تحتاج إلى سدها. يمكنك البدء بتحديد ثلاثة مجالات رئيسية ترغب في تطويرها، مثل القيادة والتكنولوجيا والتواصل. بعد ذلك، يمكنك اتباع الخطوات التالية:

  • التعلم المستمر: انضم إلى دورات تدريبية أو برامج تعليمية في المجالات التي ترغب في تطويرها. المنصات الإلكترونية مثل كورسيرا ويدكس توفر العديد من الدورات المجانية والمدفوعة.
  • التجربة العملية: ابحث عن فرص للعمل في مشاريع متعددة التخصصات، حيث يمكنك تطبيق مهاراتك المختلفة في بيئة واقعية.
  • الشبكات المهنية: تواصل مع قادة آخرين متعددو المهارات واستفد من تجاربهم ونصائحهم. المشاركات في المؤتمرات وورش العمل يمكن أن تكون فرصة رائعة لتوسيع شبكتك.
  • التغذية الراجعة: اطلب من زملائك ومرؤوسيك تقييم أدائك في المجالات المختلفة، واستخدم هذه الملاحظات لتحسين نفسك.
  • التفكير خارج الصندوق: لا تخشى تجربة أدوار جديدة أو قبول تحديات غير مألوفة، حيث أن هذا هو مفتاح تطوير مهارات متعددة.

التحديات التي تواجه القادة متعددو المهارات

على الرغم من المزايا العديدة لهذا النموذج القيادي، إلا أنه يواجه بعض التحديات التي يجب أخذها في الاعتبار. من بين هذه التحديات:

  • إدارة الوقت: قد يكون من الصعب على القائد متعدد المهارات توزيع وقته بشكل فعال بين الأدوار المختلفة، خاصة إذا كانت كل منها تتطلب تركيزًا عاليًا.
  • توقع غير واقعي: قد يعتقد البعض أن القائد متعدد المهارات يجب أن يكون خبيرًا في كل شيء، مما يؤدي إلى ضغط غير ضروري. في الواقع، الميزة الحقيقية تكمن في القدرة على التكيف والتعلم السريع، وليس في الإتقان المطلق.
  • مقاومة التغيير: في بعض المنظمات، قد يكون هناك مقاومة لفكرة القادة متعددو المهارات، خاصة إذا كانت الثقافة المؤسسية تعتمد على التخصص الدقيق والأدوار الثابتة.
  • الإرهاق: قد يؤدي محاولة تغطية العديد من الأدوار إلى الإرهاق إذا لم يتم إدارة الأولويات بشكل صحيح.
  • صعوبة التقييم: قد يكون من الصعب تقييم أداء القائد متعدد المهارات باستخدام المعايير التقليدية، مما يتطلب تطوير أنظمة تقييم جديدة أكثر مرونة.

أمثلة واقعية لقادة متعددو المهارات

هناك العديد من الأمثلة في العالم الحقيقي لقادة نجحوا بفضل تنوع مهاراتهم. على سبيل المثال:

  • إيلون ماسك: رغم أنه معروف كرائد في مجال التكنولوجيا، إلا أنه يجمع بين مهارات القيادة والإدارة والهندسة والتسويق. قدرته على التنقل بين هذه الأدوار مكنت شركاته مثل تيسلا وسبيس إكس من تحقيق نجاحات كبيرة.
  • شيري ساندربرغ: رئيسة عمليات فيسبوك السابقة، تجمع بين الخبرة في الإدارة والتسويق والقيادة الاجتماعية. كتابها “Lean In” يعكس فهمها العميق للتحديات التي تواجه النساء في أماكن العمل.
  • ساتيا ناديلا: الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت، الذي انتقل من كونه مهندسًا إلى قائد استراتيجي، قاد تحول الشركة نحو السحابة والحوسبة الذكية.
  • أوبرا وينفري: التي بدأت كمذيعة وتحولت إلى قائد إعلامي واستثنائي في مجال الأعمال والخيرية، بفضل قدرتها على التكيف والتعلم المستمر.

هذه الأمثلة توضح كيف أن تنوع المهارات يمكن أن يكون مفتاحًا للنجاح في عالم متغير.


دور المنظمات في دعم القادة متعددو المهارات

لا يمكن للقادة متعددو المهارات أن ينجحوا بدون دعم من المنظمات التي يعملون فيها. لذلك، يجب على الشركات تبني ثقافات تشجع على التعلم المستمر والتنوع في المهارات. من بين الخطوات التي يمكن للمنظمات اتخاذها:

  • توفير برامج تدريب متعددة التخصصات: يمكن للشركات تصميم برامج تدريبية تركز على تطوير مهارات متعددة، مثل القيادة والتكنولوجيا والتواصل.
  • تشجيع التنقل بين الأقسام: يمكن للموظفين اكتساب خبرات جديدة من خلال العمل في أقسام مختلفة داخل المنظمة.
  • إنشاء فرق عمل متعددة التخصصات: يمكن لهذه الفرق أن تكون بيئة مثالية لتطوير المهارات المتعددة، حيث يتعين على الأعضاء التعاون والتكيف مع أدوار مختلفة.
  • مكافأة المرونة: يجب على المنظمات مكافأة الموظفين الذين يظهرون القدرة على التكيف والتعلم السريع، بدلاً من التركيز فقط على الأداء في مجال واحد.
  • توفير الموارد اللازمة: مثل الوصول إلى المنصات التعليمية أو حضور المؤتمرات، يمكن أن يساهم في تطوير مهارات الموظفين.

مستقبل القيادة في ظل الثورة التكنولوجية

مع استمرار تطور التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، سيصبح دور القادة متعددو المهارات أكثر أهمية. هذه التقنيات تتطلب قادة قادرين على فهم تأثيراتها ليس فقط على العمليات الفنية، بل أيضًا على جوانب مثل أخلاقيات العمل وتجربة الموظف. على سبيل المثال، قد يحتاج قائد في مجال الذكاء الاصطناعي إلى فهم ليس فقط كيفية عمل الخوارزميات، بل أيضًا كيفية تأثيرها على المجتمع والأعمال.

كما أن الثورة التكنولوجية تسرع من وتيرة التغيير، مما يعني أن القادة يجب أن يكونوا قادرين على التعلم بسرعة والتكيف مع الأدوات والتقنيات الجديدة. أولئك الذين يفشلون في مواكبة هذه التغييرات قد يجدون أنفسهم متخلفين عن الركب.


كيف يمكن للمؤسسات الصغيرة الاستفادة من القادة متعددو المهارات

ليست الشركات الكبيرة فقط هي التي يمكن أن تستفيد من القادة متعددو المهارات. في الواقع، يمكن للمؤسسات الصغيرة والشركات الناشئة أن تستفيد بشكل أكبر، حيث أن الموارد المحدودة تتطلب من القادة أن يكون لديهم القدرة على القيام بعدة أدوار. على سبيل المثال:

  • رائد الأعمال: في الشركات الناشئة، غالبًا ما يكون المؤسس هو القائد والمطور والمسوق في نفس الوقت. القدرة على التنقل بين هذه الأدوار يمكن أن تكون حاسمة لنجاح المشروع.
  • فرق العمل الصغيرة: في الشركات الصغيرة، قد يكون الموظفون مضطرين إلى القيام بعدة مهام، مما يتطلب قادة قادرين على دعمهم وتوجيههم في مجالات مختلفة.
  • المرونة في اتخاذ القرارات: في بيئات العمل الصغيرة، يمكن للقادة متعددو المهارات اتخاذ قرارات أسرع وأكثر فعالية، حيث أنهم يفهمون جميع جوانب العمل.

تأثير القيادة متعددة المهارات على الثقافة التنظيمية

عندما تتخذ المنظمة نهجًا يدعم القادة متعددو المهارات، فإن ذلك يؤثر بشكل إيجابي على ثقافتها التنظيمية. من بين التأثيرات الإيجابية:

  • تعزيز الابتكار: عندما يكون القادة قادرين على رؤية الأمور من زوايا متعددة، فإن ذلك يشجع على التفكير الإبداعي وحل المشكلات بطرق جديدة.
  • زيادة التعاون: القادة متعددو المهارات غالبًا ما يكونون أكثر انفتاحًا على التعلم من الآخرين والتعاون معهم، مما يعزز روح الفريق.
  • تحسين رضا الموظف: عندما يشعر الموظفون أن قائدهم يفهم تحدياتهم ويقدم الدعم في مجالات مختلفة، فإن ذلك يزيد من رضاهم وولائهم للمنظمة.
  • جذب المواهب: المنظمات التي تشجع على تنوع المهارات غالبًا ما تجذب مواهب جديدة ترغب في تطوير نفسها في بيئة ديناميكية.

كيف يمكن قياس نجاح القادة متعددو المهارات

قد يكون قياس نجاح القادة متعددو المهارات أكثر تعقيدًا من قياس نجاح القادة التقليديين، حيث أن المعايير التقليدية قد لا تنطبق عليهم. لذلك، يمكن استخدام بعض المقاييس البديلة، مثل:

  • مرونة الفريق: مدى قدرة الفريق على التكيف مع التغييرات والمهام الجديدة.
  • معدل الابتكار: عدد الأفكار أو الحلول الجديدة التي يتم تقديمها وتنفيذها.
  • رضا الموظف: مستوى رضا فريق العمل وتعاونهم مع القائد.
  • النمو الشخصي: مدى تطور القائد نفسه في مجالات جديدة.
  • نتائج الأعمال: تأثير القيادة على الأداء العام للمنظمة، مثل زيادة المبيعات أو تحسين الكفاءة.

الدور الاجتماعي للقادة متعددو المهارات

لا يقتصر تأثير القادة متعددو المهارات على المنظمات فقط، بل يمتد إلى المجتمع بأكمله. هؤلاء القادة يمكن أن يكونوا عوامل تغيير إيجابي في مجالات مثل:

  • التعليم: يمكنهم تطوير مناهج تعليمية أكثر مرونة وتعليم الطلاب مهارات متعددة.
  • العمل الخيري: يمكنهم قيادة مبادرات اجتماعية تستفيد من خبراتهم المتنوعة لحل المشكلات المجتمعية.
  • السياسة: يمكنهم تقديم حلول أكثر شمولية للتحديات الوطنية والعالمية، بفضل فهمهم المتعدد الجوانب.
  • البيئة: يمكنهم قيادة مبادرات الاستدامة التي تجمع بين الجوانب التقنية والاقتصادية والاجتماعية.

نصائح مفيدة

  1. ابدأ بتقييم مهاراتك الحالية
    قبل أن تبدأ في تطوير مهارات جديدة، يجب أن تكون على دراية بمهاراتك الحالية ونقاط قوتك وضعفك. استخدم أدوات مثل تحليل SWOT (القوة، الضعف، الفرص، التهديدات) لتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين. هذا التقييم سيساعدك على وضع خطة واقعية لتطوير نفسك.

  2. ركز على التعلم المستمر
    القيادة متعددة المهارات تتطلب التزامًا بالتعلم طوال الحياة. خصص وقتًا منتظمًا للقراءة، وحضور الدورات التدريبية، والمشاركة في ورش العمل. المنصات مثل LinkedIn Learning وCoursera توفر العديد من الدورات التي يمكن أن تساعدك في اكتساب مهارات جديدة.

  3. ابحث عن مرشدين متعددو المهارات
    المرشدون الذين يمتلكون خبرات متعددة يمكن أن يكونوا مصدرًا قويًا للإلهام والنصائح. ابحث عن قادة في مجالك أو خارجه واستفد من تجاربهم. يمكن أن تكون هذه العلاقات مفيدة في توجيه مسارك المهني وتجنب الأخطاء الشائعة.

  4. تقبل الفشل كفرصة للتعلم
    عندما تحاول تطوير مهارات جديدة، قد تواجه فشلًا أو أخطاء. بدلاً من النظر إلى هذه التجارب بشكل سلبي، اعتبرها فرصًا للتعلم والنمو. القادة الناجحون هم أولئك الذين يتعلمون من أخطائهم ويستخدمونها لتحسين أدائهم في المستقبل.

  5. طور ذكائك العاطفي
    الذكاء العاطفي هو أحد أهم المهارات للقادة متعددو المهارات. يعمل على تحسين قدرتك على فهم وإدارة مشاعرك ومشاعر الآخرين، مما يعزز التواصل والتعاون. يمكنك تطوير ذكائك العاطفي من خلال الممارسة اليومية، مثل الاستماع الفعال والتعاطف مع الآخرين.

  6. كن مرنًا ومتكيفًا
    المرونة هي مفتاح النجاح في بيئات العمل المتغيرة. كن مستعدًا لتغيير خططك واستراتيجياتك حسب الحاجة. القادة المرنون قادرون على التعامل مع التحديات غير المتوقعة والفرص الجديدة بشكل أكثر فعالية.

  7. بني شبكة علاقات متنوعة
    الشبكة العلاقاتية المتنوعة يمكن أن تفتح أمامك أبوابًا جديدة وفرصًا للتعلم. تواصل مع أشخاص من خلفيات وخبرات مختلفة، سواء داخل منظمة أو خارجها. هذه العلاقات يمكن أن توفر لك دعمًا ونصائح قيمة في رحلتك نحو القيادة متعددة المهارات.

  8. استثمر في صحتك العقلية والجسدية
    القيادة متعددة المهارات يمكن أن تكون مرهقة إذا لم تهتم بصحتك. تأكد من الحصول على قسط كافٍ من الراحة، وممارسة الرياضة بانتظام، وتناول الطعام الصحي. الصحة الجيدة ستساعدك على الحفاظ على تركيزك وطاقتك خلال التحديات.

  9. استخدم التكنولوجيا لزيادة إنتاجيتك
    هناك العديد من الأدوات التكنولوجية التي يمكن أن تساعدك في إدارة وقتك ومهامك بشكل أكثر فعالية. على سبيل المثال، يمكن استخدام تطبيقات إدارة المشاريع مثل Trello أو Asana لتنظيم أولوياتك، أو استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات واتخاذ قرارات أفضل.

  10. كن مثالًا يحتذى به
    إذا كنت في منصب قيادي، فإن سلوكك يؤثر بشكل كبير على فريقك. كن مثالًا في التعلم المستمر والتكيف والمرونة. عندما يرى فريقك أنك مستعد لتطوير نفسك ومواجهة التحديات، سيشجعهم ذلك على فعل الشيء نفسه.


إحصائيات هامة

  1. زيادة الطلب على المهارات المتعددة
    وفقًا لتقرير صادر عن منصة لينكدإن عام 2024، زادت نسبة الوظائف التي تتطلب مهارات متعددة بنسبة 45٪ مقارنة بالعقد السابق. هذا يشير إلى أن سوق العمل أصبح أكثر اهتمامًا بالقادة القادرين على التنقل بين أدوار مختلفة.

  2. تأثير الذكاء الاصطناعي على القيادة
    دراسة أجرتها شركة ماكينزي عام 2025 أظهرت أن 68٪ من الشركات الكبرى تعتقد أن القادة الذين يفهمون أساسيات الذكاء الاصطناعي سيكونون أكثر نجاحًا في المستقبل. هذا يسلط الضوء على أهمية دمج المهارات التقنية في القيادة.

  3. المرونة كعامل نجاح
    استطلاع أجرته شركة ديلويت عام 2024 وجد أن 72٪ من الموظفين يعتبرون المرونة والتكيف من أهم صفات القائد الناجح. هذا يوضح أن القدرة على التكيف مع التغييرات أصبحت أكثر أهمية من الخبرة الثابتة.

  4. تأثير القيادة المتعددة على الابتكار
    دراسة من جامعة هارفارد عام 2023 أظهرت أن الشركات التي لديها قادة متعددو المهارات تشهد زيادة بنسبة 30٪ في معدلات الابتكار مقارنة بالشركات التي تعتمد على القادة المتخصصين فقط.

  5. التنوع في المهارات ورضا الموظف
    وفقًا لاستطلاع أجرته شركة جالوب عام 2025، فإن الموظفون الذين يعملون تحت قيادة متعددة المهارات يظهرون مستوى رضا أعلى بنسبة 25٪ مقارنة بأقرانهم الذين يعملون تحت قيادة تقليدية.

  6. التحديات التي تواجه القادة متعددو المهارات
    دراسة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 2024 كشفت أن 55٪ من القادة متعددو المهارات يعانون من ضغوط مرتبطة بإدارة الوقت والتوقعات العالية. هذا يسلط الضوء على أهمية تطوير استراتيجيات لإدارة الضغوط.

  7. مستقبل القيادة في الشركات الناشئة
    تقرير من شركة KPMG عام 2025 أشار إلى أن 80٪ من الشركات الناشئة الناجحة لديها قادة يجمعون بين ثلاث مهارات رئيسية على الأقل. هذا يوضح أن تنوع المهارات أصبح عاملًا حاسمًا في نجاح المشاريع الصغيرة.


أسئلة شائعة

  1. ما الفرق بين القائد المتخصص والقائد متعدد المهارات؟
    القائد المتخصص يركز على مجال واحد أو مجالين مرتبطين، بينما القائد متعدد المهارات يمتلك مجموعة واسعة من المهارات التي تمكنه من التنقل بين أدوار مختلفة. على سبيل المثال، قائد متخصص قد يكون خبيرًا في المالية فقط، بينما قائد متعدد المهارات قد يجمع بين المالية والتسويق والتكنولوجيا.

  2. كيف يمكن للشخص العادي أن يصبح قائدًا متعدد المهارات؟
    يمكن لأي شخص أن يبدأ بتطوير مهارات جديدة من خلال التعلم المستمر والتجربة العملية. يمكن البدء بتحديد المهارات التي ترغب في اكتسابها، ثم الانضمام إلى دورات تدريبية أو العمل في مشاريع متعددة التخصصات. كما أن بناء شبكة علاقات متنوعة يمكن أن يساعد في اكتساب خبرات جديدة.

  3. هل هناك مخاطر مرتبطة بالقيادة متعددة المهارات؟
    نعم، هناك بعض المخاطر مثل الإرهاق بسبب محاولة تغطية العديد من الأدوار، أو عدم الإتقان الكافي في بعض المجالات. لذلك، من المهم إدارة الوقت بشكل فعال والتركيز على تطوير المهارات الأساسية التي تخدم أهدافك الطويلة الأمد.

  4. كيف يمكن للمنظمات دعم تطوير القادة متعددو المهارات؟
    يمكن للمنظمات توفير برامج تدريب متعددة التخصصات، وتشجيع التنقل بين الأقسام، وإنشاء فرق عمل متنوعة، ومكافأة المرونة والابتكار. كما يمكن توفير الموارد اللازمة مثل الوصول إلى المنصات التعليمية أو حضور المؤتمرات.

  5. ما هي أكثر المهارات أهمية للقادة متعددو المهارات في المستقبل؟
    من المتوقع أن تكون المهارات مثل الذكاء العاطفي، والتفكير الاستراتيجي، وفهم أساسيات التكنولوجيا (مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات)، والمرونة المعرفية، من أكثر المهارات أهمية في المستقبل. هذه المهارات ستساعد القادة على التكيف مع التحديات المتغيرة بسرعة.


خاتمة

في عالم يتسم بالتغير السريع والتعقيد المتزايد، أصبح القادة متعددو المهارات ليسوا خيارًا بل ضرورة. هؤلاء القادة، بفضل تنوع خبراتهم ومرونتهم، قادرون على قيادة المنظمات نحو النجاح في بيئات غير مؤكدة. سواء كنت فردًا يسعى لتطوير نفسه أو منظمة ترغب في تعزيز قدراتها القيادية، فإن تبني نموذج القيادة متعددة المهارات يمكن أن يكون مفتاحًا للنجاح المستقبلي.

التحديات التي تواجه هذا النموذج، مثل إدارة الوقت ومقاومة التغيير، يمكن التغلب عليها من خلال التخطيط الجيد والدعم المؤسسي. كما أن المزايا، مثل تعزيز الابتكار وزيادة رضا الموظف، تجعل الجهود المبذولة في هذا الاتجاه تستحق العناء.

في النهاية، المستقبل ينتمي إلى أولئك الذين يستطيعون التكيف والتعلم والنمو. لذلك، سواء كنت قائدًا أو موظفًا أو رائد أعمال، فإن تطوير مهارات متعددة يمكن أن يكون الاستثمار الأكثر أهمية في مسيرتك المهنية. ابدأ اليوم، واستمر في التعلم، وكن جزءًا من جيل جديد من القادة الذين يشكلون المستقبل.

Author

Leave a comment