Skip links

إستخدام السرد القصصي لتسويق قويّ, 10 نصائح لإستخدام هذا الإسلوب فى التسويق

قوة السرد القصصي في التسويق: بناء روابط لا تُنسى

في عالم يعج بالرسائل الإعلانية المتلاحقة والضوضاء الرقمية المستمرة، أصبح لزاماً على العلامات التجارية البحث عن طرق فعالة ليس فقط للوصول إلى جمهورها، بل للتفاعل معهم على مستوى أعمق وأكثر إنسانية. وهنا تحديداً تبرز قوة السرد القصصي كأداة تسويقية لا مثيل لها. فالقصص تمتلك قدرة فطرية على جذب الانتباه، وإثارة المشاعر، وترسيخ المعلومات في الأذهان بطريقة لا تستطيع الحقائق المجردة أو البيانات الإحصائية وحدها أن تحققها. عندما تروي علامة تجارية قصتها بصدق وإلهام، فإنها لا تبيع منتجاً أو خدمة وحسب، بل تبني جسراً من الثقة والانتماء مع جمهورها، مما يحول العملاء المحتملين إلى متابعين أوفياء وسفراء للعلامة التجارية.

فهم قوة السرد القصصي

السرد القصصي في التسويق هو فن استخدام الحكايات والروايات لإيصال رسالة العلامة التجارية، قيمها، رؤيتها، أو حتى تجربة العملاء. الأمر لا يتعلق فقط بسرد قصة طويلة، بل بدمج عناصر السرد الأساسية – الشخصيات، الصراع، الحل، والمشاعر – في محتوى التسويق الخاص بك. يتيح هذا الأسلوب للعلامات التجارية أن تظهر جوانبها الإنسانية، وتتواصل مع الجمهور على المستوى العاطفي، مما يجعلها أكثر تذكراً وتميزاً في أذهان المستهلكين. إنه تحول من مجرد إخبار الناس بما تفعله إلى إظهار لهم لماذا تفعل ذلك وكيف يمكن أن يؤثر في حياتهم.

بناء إتصال عاطفي قوي

تعد القدرة على بناء اتصال عاطفي مع الجمهور هي جوهر التسويق بالسرد القصصي. عندما تستمع أو تشاهد قصة مؤثرة، فإنك غالباً ما تشعر بالتعاطف مع الشخصيات، وتتفاعل مع أحداث القصة، وتعيش المشاعر المصاحبة لها. هذا التفاعل العاطفي يخلق رابطاً قوياً بين المستهلك والعلامة التجارية التي روت القصة. هذا الرابط ليس سطحياً، بل هو ارتباط عميق يجعل المستهلك يشعر بأنه يفهم العلامة التجارية ويشاركها قيمها ورؤيتها، مما يعزز الولاء ويدفع إلى اتخاذ قرار الشراء بناءً على المشاعر وليس فقط المنطق.

التميز في سوق مزدحم

في ظل المنافسة الشديدة وتشابه المنتجات والخدمات في كثير من الأحيان، يصبح السرد القصصي أداة حاسمة للتميز. بدلاً من التركيز فقط على الميزات التقنية أو الأسعار التنافسية، يمكن للعلامة التجارية أن تروي قصتها الفريدة – قصة بدايتها، التحديات التي واجهتها، القيم التي تؤمن بها، أو التأثير الإيجابي الذي تحدثه في حياة الناس. هذه القصة الأصيلة تمنح العلامة التجارية هويتها وشخصيتها الخاصة، مما يجعلها لا تُنسى وتبرز بين الحشود، وتجذب العملاء الذين يتشاركون نفس القيم أو يجدون صدى في قصتها.

فهم جمهورك المستهدف بعمق

قبل البدء في صياغة أي قصة تسويقية، يجب أن تفهم جمهورك المستهدف بشكل كامل. من هم؟ ما هي اهتماماتهم؟ ما هي تحدياتهم وأحلامهم؟ ما هي القيم التي يؤمنون بها؟ الإجابة على هذه الأسئلة ضرورية لإنشاء قصص يتردد صداها معهم وتلامس قلوبهم وعقولهم. القصة الأكثر فعالية هي تلك التي تجعل المستهلك يشعر وكأنها تُروى عنه أو من أجله، أو على الأقل تجعله يتعاطف مع شخصية تشبهه أو يطمح لأن يكون مثلها. هذا الفهم العميق هو حجر الزاوية لأي استراتيجية سرد قصصي ناجحة.

البحث عن قصة علامتك التجارية الأصيلة

كل علامة تجارية لديها قصة أصيلة تنتظر أن تُروى. قد تكون قصة المؤسسين ورؤيتهم التي بدأت كفكرة بسيطة، أو قصة التحديات التي تم التغلب عليها للوصول إلى ما هي عليه الآن، أو قصة الشغف بالجودة والابتكار. الأهم هو أن تكون هذه القصة حقيقية وتعكس جوهر العلامة التجارية وقيمها الأساسية. الأصالة هي مفتاح المصداقية في السرد القصصي. المستهلكون أصبحوا أذكياء ويمكنهم تمييز القصة المصطنعة من القصة الحقيقية التي تأتي من القلب، والقصص الحقيقية هي الأكثر تأثيراً.

تطبيق هيكل القصة الكلاسيكي

يمكن الاستفادة من هياكل القصص الكلاسيكية، مثل “رحلة البطل”، في صياغة القصص التسويقية. في هذه الهياكل، غالباً ما يكون العميل هو “البطل” الذي يواجه تحدياً أو لديه هدف، وتأتي العلامة التجارية أو المنتج كـ “المرشد” أو “الأداة السحرية” التي تساعد البطل على التغلب على التحدي وتحقيق هدفه. هذا الهيكل يمنح القصة بداية ووسط ونهاية واضحة، ويجعل المستهلك يشعر بأنه جزء من القصة وبأن العلامة التجارية موجودة لمساعدته في رحلته الخاصة. إنه يوفر إطاراً قوياً لتنظيم الأفكار وضمان تدفق السرد بشكل جذاب.

صياغة حبكة مقنعة وجذابة

الحبكة هي سلسلة الأحداث التي تتكشف في القصة. في التسويق، تبدأ الحبكة عادةً بتقديم المشكلة أو الحاجة التي يواجهها العميل المحتمل، ثم يتم تقديم العلامة التجارية أو المنتج كحل لهذه المشكلة، وتتطور الأحداث لتظهر كيف يساهم هذا الحل في تحسين حياة العميل أو تحقيق هدفه. يجب أن تكون الحبكة متماسكة، مثيرة للاهتمام، وتتصاعد فيها الأحداث بشكل طبيعي نحو الذروة (الحل) ثم الخاتمة التي تظهر التأثير الإيجابي. الابتعاد عن السرد الممل والتركيز على النقاط المحورية التي تثير الفضول هي مفتاح الحبكة المقنعة.

ابتكار شخصيات يمكن للجمهور التعاطف معها

الشخصيات هي قلب القصة. في التسويق، يمكن أن تكون الشخصيات مؤسسي العلامة التجارية، الموظفين الذين يجسدون قيمها، أو الأهم من ذلك، العملاء أنفسهم. يجب أن تكون الشخصيات واقعية، ذات أبعاد إنسانية، ويمكن للجمهور أن يتعاطف معها أو يجد نفسه فيها. عندما يرى المستهلك شخصاً يشبهه في القصة يتغلب على تحدٍ بمساعدة المنتج أو الخدمة، فإنه يشعر بالتشجع والإلهام ويرى أن نفس الحل يمكن أن ينطبق عليه. بناء شخصيات قوية ومؤثرة يعزز قوة القصة بشكل كبير.

أظهر، لا تخبر

بدلاً من مجرد الإدعاء بأن منتجك يحل مشكلة ما، استخدم السرد القصصي لتُظهر كيف يحلها بالفعل من خلال مثال واقعي أو سيناريو محدد. استخدم التفاصيل الحسية واللغة الوصفية لإضفاء الحيوية على القصة وجعلها أكثر واقعية وتأثيراً. على سبيل المثال، بدلاً من القول “برنامجنا يوفر الوقت”، يمكنك أن تروي قصة عن صاحب عمل صغير كان يقضي ساعات طويلة في مهمة معينة وكيف تمكن بفضل البرنامج من إنجازها في دقائق واستعادة وقته للتركيز على جوانب أخرى من عمله أو قضاء وقت مع عائلته. الإظهار يخلق صورة حية في ذهن المستهلك.

التناسق عبر كافة القنوات التسويقية

يجب أن تكون قصة علامتك التجارية ورسالتها متناسقة عبر جميع نقاط الاتصال مع العميل، سواء كان ذلك على الموقع الإلكتروني، وسائل التواصل الاجتماعي، حملات البريد الإلكتروني، الإعلانات المدفوعة، أو حتى في التفاعل المباشر مع فريق المبيعات أو خدمة العملاء. التناسق يعزز مصداقية القصة ويجعلها أكثر قوة وتأثيراً على المدى الطويل. يجب أن يشعر العميل بأن هناك خيطاً سردياً واحداً يربط جميع تفاعلاته مع العلامة التجارية، مما يعزز الشعور بالثقة والألفة.

قياس تأثير السرد القصصي

مثل أي استراتيجية تسويقية، من المهم قياس تأثير السرد القصصي لتحديد مدى فعاليته وتحسينه. يمكن قياس ذلك من خلال مجموعة متنوعة من المؤشرات، مثل معدل التفاعل مع المحتوى القصصي (إعجابات، تعليقات، مشاركات)، الوقت الذي يقضيه المستخدمون في مشاهدة مقاطع الفيديو القصصية أو قراءة المقالات، معدلات النقر إلى الظهور في حملات البريد الإلكتروني، زيادة الوعي بالعلامة التجارية واستدعائها، وأخيراً وليس آخراً، تأثير ذلك على معدلات التحويل والمبيعات. تحليل هذه البيانات يساعد في فهم ما يلقى صدى لدى الجمهور وما يحتاج إلى تعديل.


|||| 10 كتب أمريكية وعربية مقترحة :

  • StoryBrand: Clarify Your Message So Customers Will Listen by Donald Miller: يقدم إطار عمل بسيط وفعال لمساعدة الشركات على توضيح رسالتها التسويقية باستخدام عناصر القصة، مما يجعلها أكثر جذباً للعملاء.
  • Made to Stick: Why Some Ideas Survive and Others Die by Chip Heath and Dan Heath: يستكشف المبادئ التي تجعل الأفكار لا تُنسى (قابلة للالتصاق)، ويبرز دور القصص كعامل رئيسي في ترسيخ الأفكار.
  • Contagious: Why Things Catch On by Jonah Berger: يحلل الأسباب التي تجعل بعض المنتجات أو الأفكار تنتشر بسرعة، ويشير إلى أن القصص تلعب دوراً حيوياً في جعل المحتوى قابلاً للمشاركة.
  • Start With Why: How Great Leaders Inspire Everyone to Take Action by Simon Sinek: يركز على أهمية البدء بـ “لماذا” (الهدف أو السبب وراء وجود العلامة التجارية)، وهو جوهر القصة التي تلهم العملاء والموظفين.
  • The Hero and the Outlaw: Building Extraordinary Brands Through the Power of Archetypes by Margaret Mark and Carol S. Pearson: 1 يستعرض كيفية استخدام الأنماط البدائية (Archetypes) في بناء العلامات التجارية القوية، وهي أنماط مستمدة من القصص والأساطير وتساعد في خلق شخصيات علامة تجارية لا تُنسى.
  • كتب تتناول فن الإقناع والتأثير: تسلط الضوء على سيكولوجية التأثير البشري وكيفية صياغة الرسائل بطرق مقنعة، وهو أساسي للسرد القصصي الفعال. (مثل أعمال بعض الخبراء العرب في التنمية البشرية والإقناع).
  • كتب حول بناء العلامة التجارية والهوية: تركز على كيفية خلق قصة وهوية فريدة للعلامة التجارية تميزها في السوق وترسخ مكانتها في أذهان العملاء.
  • كتب عن التسويق بالمحتوى والتسويق الرقمي: تشرح أهمية المحتوى القيم والجذاب، وكيفية استخدام السرد القصصي كجزء لا يتجزأ من استراتيجيات المحتوى الرقمي لبناء علاقات مع الجمهور.
  • كتب عن فهم سيكولوجية المستهلك العربي: تقدم رؤى حول دوافع وسلوكيات المستهلك في المنطقة، مما يساعد على صياغة قصص تسويقية يتردد صداها مع هذه الشريحة تحديداً.
  • كتب تتناول قصص النجاح في عالم الأعمال العربي: تقدم نماذج واقعية لشركات وشخصيات عربية حققت نجاحاً، وكيف يمكن استلهام هذه القصص في بناء سرديات العلامات التجارية المحلية.


إحصائيات مفيدة //

  • يميل المستهلكون إلى تذكر المعلومات التي تُقدم في شكل قصة أكثر بـ 22 مرة من الحقائق المجردة.
  • المحتوى التسويقي الذي يعتمد على السرد القصصي يحقق تفاعلاً أكبر على وسائل التواصل الاجتماعي بنسبة تصل إلى 64%.
  • وفقاً لأبحاث، يمكن أن تؤدي الروابط العاطفية مع العلامة التجارية إلى زيادة قيمة عمر العميل (Customer Lifetime Value) بنسبة تصل إلى 306%.
  • يقول 92% من المستهلكين أنهم يريدون أن تروي العلامات التجارية قصصاً في إعلاناتها.
  • الفيديوهات التي تستخدم السرد القصصي يتم مشاركتها عبر الإنترنت بنسبة أعلى بكثير مقارنة بالفيديوهات التي تركز على المنتج فقط.
  • يمكن أن يؤدي استخدام السرد القصصي في رسائل البريد الإلكتروني التسويقية إلى زيادة معدلات الفتح والنقر.
  • القصص الملهمة تزيد من احتمالية قيام المستهلك بإجراء عملية شراء بنسبة كبيرة لأنها تبني الثقة والمصداقية.


أسئلة شائعة !

  • ما هو السرد القصصي في التسويق تحديداً؟ هو استخدام الحكايات والروايات، بما في ذلك عناصر مثل الشخصيات والصراع والحل، لإيصال رسالة العلامة التجارية، قيمها، أو فوائد منتجاتها بطريقة تثير المشاعر وتبني اتصالاً إنسانياً مع الجمهور.
  • هل السرد القصصي مناسب لجميع أنواع الأعمال؟ نعم، يمكن تطبيق السرد القصصي في جميع أنواع الأعمال، سواء كانت B2B أو B2C، الشركات الناشئة أو الشركات الكبرى، وفي مختلف الصناعات. يتطلب الأمر فقط تحديد القصة المناسبة للجمهور والقطاع.
  • أين يمكنني استخدام السرد القصصي في حملاتي التسويقية؟ يمكن استخدامه في مجموعة واسعة من القنوات، بما في ذلك الموقع الإلكتروني (صفحة “من نحن”، المدونة)، وسائل التواصل الاجتماعي (منشورات، فيديوهات، قصص)، حملات البريد الإلكتروني، الإعلانات المرئية والمسموعة، المواد المطبوعة، وحتى في طريقة تفاعل فريق المبيعات وخدمة العملاء مع العملاء.
  • كيف أجد القصة الأصيلة لعلامتي التجارية؟ ابدأ بالتفكير في سبب تأسيس عملك (الـ Why)، التحديات التي تغلبت عليها، القيم التي توجه قراراتك، وكيف أثرت علامتك التجارية بشكل إيجابي في حياة عملائك أو مجتمعك. تحدث مع المؤسسين والموظفين والعملاء لاكتشاف الروايات الملهمة.
  • كم يجب أن يكون طول القصة التسويقية؟ يعتمد الطول على القناة والسياق. قد تكون القصة مجرد سطرين في تغريدة، فقرة قصيرة في منشور على فيسبوك، فيديو مدته دقيقة على إنستغرام، مقال كامل على المدونة، أو حتى حملة إعلانية متعددة الأجزاء. الأهم هو أن تكون جذابة ومؤثرة بغض النظر عن طولها.


خاتمة

في الختام، لم يعد السرد القصصي مجرد “أسلوب لطيف” في التسويق، بل أصبح ضرورة استراتيجية للعلامات التجارية التي تسعى لبناء علاقات قوية ودائمة مع جمهورها في العصر الرقمي. من خلال تبني قوة الرواية، يمكن للعلامات التجارية أن تتجاوز مجرد بيع المنتجات لتصبح مصدراً للإلهام والثقة والقيمة الحقيقية في حياة الناس. إنها رحلة تتطلب الأصالة، فهم الجمهور، والإبداع في صياغة ونشر القصص التي تلامس القلوب وتُحفر في الذاكرة، لتتحول العلامة التجارية من مجرد اسم إلى حكاية لا تُنسى.

Facebook
Twitter
LinkedIn

Leave a comment