Skip links

فخ الصعود السريع: لماذا تنهار الأسهم الواعدة فور الطرح العام؟

LinkedIn
Facebook
X
Pinterest

تعتبر لحظة الاكتتاب العام الأولي (IPO) واحدة من أكثر اللحظات إثارة وترقباً في حياة أي شركة، حيث تنتقل من الملكية الخاصة إلى ساحة التداول العام، محملة بآمال المؤسسين وتوقعات المستثمرين بتحقيق ثروات سريعة. ومع ذلك، غالباً ما يصطدم هذا التفاؤل المفرط بواقع السوق القاسي، حيث نشهد مراراً وتكراراً شركات عملاقة وواعدة تنهار أسهمها بشكل دراماتيكي في الأيام أو الأسابيع الأولى للتداول. هذه الظاهرة ليست مجرد صدفة أو سوء طالع، بل هي نتاج معقد لعدة عوامل مالية ونفسية وهيكلية تتشابك لتشكل ضغطاً هائلاً على السهم الجديد. في هذه المقالة، سنغوص في عمق الأسباب التي تحول “حلم الاكتتاب” إلى كابوس للمستثمرين، ونحلل الديناميكيات الخفية التي تحكم هذه الانهيارات المفاجئة.

المبالغة في التقييم قبل الطرح وجشع البنوك الاستثمارية

تبدأ مشكلة انهيار السهم غالباً قبل أن يُقرع جرس التداول الأول، وتحديداً في الغرف المغلقة حيث يتم تحديد سعر الطرح. تسعى البنوك الاستثمارية التي تدير الاكتتاب، بالإضافة إلى الملاك الأصليين للشركة، إلى تعظيم العوائد المالية من خلال دفع سعر السهم إلى أعلى مستوى ممكن، مستغلين الضجة الإعلامية والطلب المتوقع. عندما يتم تسعير الشركة بناءً على سيناريوهات نمو “مثالية” وشبه مستحيلة بدلاً من الاعتماد على التدفقات النقدية الحالية والواقعية، يصبح السهم هشاً للغاية. بمجرد أن يبدأ التداول، يدرك السوق الثانوي (المستثمرون العاديون والمؤسسات التي لم تدخل في الاكتتاب) أن السعر مبالغ فيه ولا يعكس القيمة الجوهرية للشركة، مما يؤدي إلى عمليات بيع واسعة لتصحيح السعر، فيهوي السهم فوراً ليعود إلى مستوياته العادلة أو أقل.

الاعتماد على قصص النمو المستقبلي وغياب الربحية الحالية

في عصر التكنولوجيا والشركات الناشئة، أصبح من الشائع طرح شركات للاكتتاب العام وهي لا تزال تتكبد خسائر فادحة، معتمدة في ترويجها على “قصة النمو” ووعود بالسيطرة على السوق في المستقبل البعيد. قد ينجح هذا السرد في جذب رؤوس الأموال الجريئة في المراحل الخاصة، لكن أسواق الأسهم العامة تتميز بصرامة أكبر وتفضيل للأرقام الملموسة. عندما يُطرح السهم وتظهر البيانات المالية للعلن بشكل مفصل، يبدأ المحللون في التدقيق في “معدل الحرق” النقدي والجدول الزمني للوصول إلى نقطة التعادل. إذا شعر المستثمرون أن الطريق إلى الربحية غير واضح أو محفوف بالمخاطر، أو أن الشركة تبيع “أحلاماً” أكثر مما تبيع منتجات واقعية، فإنهم يسارعون للتخلص من السهم، مما يخلق ضغط بيع هائل يكسر سعر الاكتتاب في الأيام الأولى.

توقيت الطرح وظروف السوق الاقتصادية الكلية

لا تعمل الشركات في فراغ، بل هي جزء من منظومة اقتصادية شاملة تؤثر بشكل مباشر على شهية المخاطرة لدى المستثمرين. قد تكون الشركة ممتازة وذات ملاءة مالية قوية، لكن طرحها قد يتزامن مع ظروف اقتصادية غير مواتية مثل ارتفاع معدلات التضخم، أو زيادة أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية، أو وجود توترات جيوسياسية. في مثل هذه الأوقات، يميل المستثمرون إلى الهروب من الأصول الخطرة (والأسهم الجديدة تعتبر عالية المخاطر بطبيعتها) واللجوء إلى الملاذات الآمنة. وبالتالي، فإن طرح سهم جديد في سوق يتجه نحو الهبوط (Bear Market) أو يعاني من تقلبات حادة هو بمثابة انتحار مالي للسهم، حيث لن يجد القوة الشرائية الكافية لدعمه، مما يؤدي إلى انهياره فور الإدراج بغض النظر عن جودة الشركة.

دور المضاربين وتسييل الأرباح السريع

يجذب الاكتتاب العام نوعين من المستثمرين: المستثمر طويل الأجل الذي يؤمن برؤية الشركة، والمضارب الذي يسعى للربح السريع من خلال “التقليب” (Flipping). غالباً ما يحصل كبار العملاء والمؤسسات المالية على تخصيصات كبيرة من الأسهم قبل الطرح بسعر مخفض أو عند سعر الاكتتاب تماماً. استراتيجية هؤلاء المضاربين تعتمد على بيع الأسهم فور ارتفاعها ولو بنسبة بسيطة في الساعات الأولى للتداول لجني الأرباح السريعة والخروج. عندما يقوم عدد كبير من هؤلاء المضاربين ببيع كميات ضخمة من الأسهم في وقت واحد، يحدث اختلال في ميزان العرض والطلب، حيث يغرق السوق بالأسهم المعروضة للبيع مقابل طلب متناقص، مما يضغط على السعر للانخفاض بقوة ويثير الذعر لدى صغار المستثمرين الذين يبيعون بدورهم، مما يفاقم الانهيار.

ضعف الحوكمة وهيكل الأسهم المعقد

يدقق المستثمرون المؤسسيون بعناية في هيكل حوكمة الشركة قبل ضخ أموالهم، وأي علامة حمراء في هذا الجانب قد تكون سبباً في العزوف عن السهم أو بيعه مبكراً. بعض الشركات تطرح للاكتتاب بهياكل أسهم معقدة تمنح المؤسسين حقوق تصويت تفوق بكثير ما يملكه المساهمون العاديون (مثل الأسهم من الفئة أ والفئة ب)، مما يعني أن المستثمر الجديد لا يملك صوتاً حقيقياً في قرارات الشركة. بالإضافة إلى ذلك، إذا كان مجلس الإدارة يفتقر إلى الخبرة أو الاستقلالية، أو كانت هناك تعاملات مشبوهة مع أطراف ذات علاقة تم الإفصاح عنها في نشرة الإصدار، فإن الثقة تتزعزع فوراً. السوق يعاقب الشركات التي تظهر فيها بوادر ضعف في الشفافية أو دكتاتورية في الإدارة بخصم كبير من قيمتها السوقية فور بدء التداول.

الفجوة بين التسويق والواقع التشغيلي

تسبق عملية الاكتتاب حملات ترويجية ضخمة تُعرف بـ “Roadshow”، حيث يجوب مديرو الشركة العالم لإقناع المستثمرين بمدى روعة نموذج عملهم. في هذه المرحلة، يتم استخدام مهارات تسويقية عالية ورسوم بيانية جذابة قد تبالغ في تصوير الواقع. المشكلة تقع عندما يبدأ التداول ويصدر أول تقرير ربع سنوي أو حتى مجرد تصريحات إدارية لا تتماشى مع الوعود البراقة التي قُطعت أثناء الحملة الترويجية. أي تلميح إلى أن الشركة تواجه صعوبات تشغيلية، أو مشاكل في سلاسل الإمداد، أو تباطؤاً في نمو المستخدمين لم يتم الإفصاح عنه بوضوح، يعتبره السوق “خيانة للثقة”. رد الفعل هنا يكون عنيفاً وفورياً، حيث يبيع المستثمرون السهم عقاباً للإدارة على عدم الشفافية أو المبالغة في الوعود.

انتهاء فترات الحظر وتخوفات التخارج الجماعي

على الرغم من أننا نتحدث عن الانهيار “الفوري”، إلا أن شبح انتهاء “فترة الحظر” (Lock-up Period) يلقي بظلاله منذ اليوم الأول. فترة الحظر هي المدة التي يُمنع فيها المؤسسون والموظفون والمستثمرون الأوائل من بيع أسهمهم (عادة ما تكون 90 إلى 180 يوماً). ومع ذلك، هناك هياكل اكتتاب حديثة (مثل الإدراج المباشر) تسمح بالبيع الفوري، أو قد تكون هناك مخاوف من أن كبار الملاك غير ملتزمين بمستقبل الشركة. إذا شعر السوق أن هناك رغبة ملحة لدى “الداخليين” (Insiders) للتخارج بأي ثمن بمجرد أن تتاح لهم الفرصة، فإن المستثمرين الجدد سيحجمون عن الشراء لعدم رغبتهم في أن يكونوا الطرف الذي يحمل الخسارة. مجرد التوقعات السلبية بشأن التزام المؤسسين يمكن أن يهوي بالسهم فور طرحه.

المنافسة الشرسة وتغير المشهد التكنولوجي

في قطاعات مثل التكنولوجيا والتكنولوجيا الحيوية، تتغير الديناميكيات بسرعة مذهلة. قد تبدأ شركة إجراءات الاكتتاب وهي رائدة في مجالها، ولكن بحلول وقت الطرح الفعلي، قد يكون منافس أقوى قد ظهر، أو قد تكون التكنولوجيا التي تعتمد عليها الشركة قد أصبحت قديمة أو مهددة. المستثمرون في السوق العام يمتلكون نظرة شمولية للسوق ويقارنون السهم الجديد بمنافسيه المدرجين بالفعل. إذا وجدوا أن السهم الجديد لا يمتلك “خندقاً اقتصادياً” (Economic Moat) قوياً يحميه من المنافسة، أو أن تقييمه أعلى بكثير من منافسيه الأكثر استقراراً، فإنهم سيفضلون البقاء مع الشركات المجربة. هذا الإدراك بضعف المركز التنافسي يؤدي إلى تراجع الاهتمام بالسهم وانخفاض سعره فوراً.

غياب الدعم المؤسسي بعد الطرح

تعتمد الأسهم الجديدة بشكل كبير على “صناع السوق” والبنوك التي رعت الاكتتاب لتوفير السيولة ودعم السعر في الأيام الأولى. عادة ما يكون هناك ما يسمى بـ “خيار التخصيص الإضافي” (Green Shoe Option) الذي يسمح للبنوك بشراء الأسهم لدعم السعر إذا انخفض. ومع ذلك، إذا كان ضغط البيع هائلاً لدرجة أن البنوك استنفدت قدرتها على الدعم، أو إذا قررت المؤسسات المالية الكبرى أن السهم “خاسر” ولا يستحق الدفاع عنه، فإن السهم يُترك ليواجه مصيره وحيداً. غياب هذا الدعم المؤسسي يجعل السهم يسقط في “فجوة هوائية”، حيث لا توجد طلبات شراء كافية لامتصاص العروض، مما يؤدي إلى انزلاق سعري سريع وعنيف.

التأثر النفسي وسلوك القطيع

لا يمكن إغفال العامل النفسي في أسواق المال، حيث يلعب الخوف والطمع دوراً محورياً. في الاكتتابات العامة، تكون المشاعر متأججة. إذا بدأ السهم التداول بانخفاض طفيف، قد ينتشر الخوف بسرعة بين المستثمرين الأفراد الذين لا يمتلكون خبرة كافية، مما يدفعهم للبيع الجماعي خوفاً من خسارة المزيد. هذه الظاهرة، المعروفة بـ “سلوك القطيع”، تخلق حلقة مفرغة من البيع يولد المزيد من البيع. وبالمثل، إذا انتشرت أخبار سلبية أو شائعات على منصات التواصل الاجتماعي والمنتديات المالية حول الشركة فور الطرح، فإن التأثير النفسي يكون مدمراً وسريعاً، بمعزل عن الحقائق المالية الأساسية للشركة.

تشبع السوق بأسهم القطاع الواحد

في بعض الأحيان، لا يكون العيب في الشركة نفسها، بل في التوقيت الذي يشهد فيه السوق “تخمة” من الشركات المشابهة. عندما يتم طرح عدد كبير من الشركات في نفس القطاع (مثل شركات التكنولوجيا المالية أو السيارات الكهربائية) في فترة زمنية قصيرة، تتشتت رؤوس الأموال المتاحة للاستثمار في هذا القطاع. المستثمرون يصابون بما يمكن تسميته “إرهاق الاكتتابات”، حيث لا يملكون السيولة الكافية أو الرغبة في إضافة شركة أخرى مماثلة إلى محافظهم. هذا التشبع يؤدي إلى ضعف الطلب على السهم الجديد، ومع ثبات العرض، تكون النتيجة الحتمية هي انخفاض السعر فور الإدراج لعدم وجود مشترين جدد ومتحمسين.

|||| نصائح مفيدة

    |||| إليك أهم النصائح التي يجب مراعاتها عند التفكير في الاستثمار في أسهم الاكتتابات العامة لتجنب الخسائر:

    • اقرأ نشرة الإصدار (Prospectus) بعناية: لا تعتمد على عناوين الأخبار؛ النشرة تحتوي على تفاصيل المخاطر والبيانات المالية التي تخبرك بالحقيقة الكاملة، خاصة قسم “عوامل المخاطرة”.
    • تجنب الشراء في اليوم الأول: تشهد الأيام الأولى تقلبات عنيفة وغير منطقية، الانتظار حتى يستقر السعر يمنحك رؤية أوضح للقيمة العادلة للسهم.
    • تحقق من فترة الحظر (Lock-up): اعرف متى يحق للمؤسسين البيع، لأن انتهاء هذه الفترة غالباً ما يصاحبه انخفاض في السعر بسبب زيادة المعروض.
    • قارن الشركة بمنافسيها: انظر إلى مضاعفات الربحية (P/E) للشركات المماثلة المدرجة؛ إذا كان السهم الجديد أغلى بكثير دون مبرر قوي، فهو فخ.
    • لا تنجرف وراء الضجيج الإعلامي: التسويق القوي لا يعني شركة قوية. افصل بين جودة “المنتج” الذي تبيعه الشركة وجودة “سهم” الشركة كاستثمار.
    • ابحث عن مسار واضح للربحية: إذا كانت الشركة خاسرة، تأكد من وجود خطة واقعية ومنطقية لتحقيق الأرباح قريباً، وليست مجرد وعود فضفاضة.
    • ادرس إدارة الشركة: الخبرة والمصداقية للإدارة ومجلس الإدارة هي عوامل حاسمة في نجاح الشركة على المدى الطويل وتجاوز عثرات البداية.
    • نوع محفظتك الاستثمارية: لا تضع مبلغاً كبيراً في سهم اكتتاب واحد مهما كان مغرياً؛ المخاطر في الأسهم الجديدة تكون دائماً أعلى من الأسهم المستقرة.
    • راقب حجم التداول: السيولة العالية تعني سهولة الخروج والدخول، بينما السيولة المنخفضة قد تجعلك عالقاً في السهم إذا انهار السعر.
    • استشر مستشارك المالي: إذا لم تكن خبيراً في تحليل القوائم المالية، فإن رأي خبير محايد قد ينقذك من خسارة مدخراتك في اكتتاب فاشل.

    |||| إحصائيات هامة

    • تظهر البيانات التاريخية أن حوالي 60% من الشركات التي تطرح للاكتتاب العام تتداول بسعر أقل من سعر الطرح بعد مرور عام واحد من الإدراج.
    • متوسط العائد لأسهم الاكتتابات العامة في اليوم الأول يتراوح غالباً بين 10% إلى 15%، ولكن هذا “القفز” الأولي يتبخر لمعظم الشركات في الأشهر اللاحقة.
    • قطاع التكنولوجيا هو الأكثر تقلباً، حيث تشير التقديرات إلى أن 80% من شركات التكنولوجيا التي طرحت في العقد الأخير كانت غير رابحة وقت الاكتتاب.
    • الشركات التي يتم دعمها من قبل صناديق الاستثمار الجريء (VC-backed) تميل إلى أن تكون أكثر تقلباً بمقدار الضعف مقارنة بالشركات التقليدية في الأسابيع الأولى للتداول.
    • في فترات الركود الاقتصادي، تنخفض أحجام الاكتتابات العامة بنسبة قد تصل إلى 70%، والشركات التي تغامر بالطرح في هذه الفترات تواجه معدلات فشل أعلى.
    • المستثمرون الأفراد الذين يشترون في اليوم الأول للاكتتاب يحققون عوائد سلبية على المدى الطويل (3 سنوات) مقارنة بالمؤشر العام للسوق بفارق يصل إلى 20%.
    • حوالي 30% من الشركات تفقد أكثر من نصف قيمتها السوقية (50%) خلال السنوات الخمس الأولى من حياتها كشركة عامة.

    أسئلة شائعة !

    1. ما هو الاكتتاب العام (IPO) ببساطة؟

    هو العملية التي تقوم فيها شركة خاصة ببيع أسهمها للجمهور لأول مرة في سوق الأوراق المالية، لتصبح بذلك شركة مساهمة عامة يمكن لأي شخص شراء وبيع أسهمها.

    2. لماذا يرتفع السهم بقوة في اللحظات الأولى ثم ينهار؟

    الارتفاع الأولي (The Pop) ينتج غالباً عن المضاربات والطلب المفتعل والنشوة الإعلامية، ولكن بمجرد أن يهدأ الحماس ويبدأ المستثمرون في جني الأرباح السريعة، يزيد العرض عن الطلب فينهار السعر ليعكس القيمة الحقيقية.

    3. هل الاستثمار في الاكتتابات العامة مربح دائماً؟

    لا، هو استثمار عالي المخاطر. بينما نجحت بعض الشركات في تحقيق ثروات هائلة (مثل أمازون وجوجل)، فإن الغالبية العظمى من الاكتتابات تقدم أداءً متواضعاً أو سلبياً على المدى الطويل مقارنة بالسوق.

    4. كيف يتم تحديد سعر السهم قبل الطرح؟

    يتم تحديده من قبل البنوك الاستثمارية (مدراء الاكتتاب) بناءً على تقييم الشركة، وحالة السوق، والطلب المتوقع من المستثمرين المؤسسيين أثناء الجولات الترويجية، وغالباً ما يحاولون وضعه عند أعلى حد ممكن لتعظيم العوائد.

    5. ماذا يحدث إذا لم يتم بيع جميع الأسهم المعروضة في الاكتتاب؟

    إذا كان الطلب ضعيفاً، قد تضطر الشركة إلى تخفيض سعر الطرح أو تقليل عدد الأسهم المعروضة، وفي حالات نادرة قد يتم إلغاء الاكتتاب بالكامل وتأجيله لوقت لاحق، وهو ما يعتبر إشارة سلبية جداً للسوق.

    الخاتمة

    إن انهيار الشركات فور طرح أسهمها في الأسواق ليس مجرد حدث عابر، بل هو درس قاسٍ في واقعية الأسواق المالية التي لا ترحم التقييمات الحالمة أو الوعود الجوفاء. يمثل الاكتتاب العام بداية رحلة شاقة تحت مجهر المستثمرين، وليس خط النهاية للتتويج بالنجاح. بالنسبة للمستثمر الذكي، يجب أن يكون الحذر والتحليل المتأني هما السلاح لمواجهة بريق الإعلانات وضجيج الاكتتابات. فالسوق في النهاية هو آلية لوزن القيمة الحقيقية، ومهما ارتفعت الأسهم بفعل “الهيليوم” التسويقي، فإن الجاذبية المالية المتمثلة في الأرباح والنمو المستدام هي التي ستحدد في النهاية ما إذا كان السهم سيحلق عالياً أم سيرتطم بالأرض.

    Author

    Leave a comment