Skip links

كيف تنتقل إلى قسم آخر في نفس الشركة؟ خطوات ذكية لتنمية مسيرتك المهنية


فهم دوافعك الحقيقية

قبل أن تبدأ رحلة الانتقال إلى قسم آخر داخل شركتك، من الضروري أن تسأل نفسك: لماذا أريد هذا التغيير؟ هل هو رغبة في اكتساب مهارات جديدة، أم شعور بالملل من المهام الحالية، أم طموح للترقي؟ فهم الدوافع الحقيقية وراء رغبتك في التحوّل سيساعدك على اتخاذ قرار مدروس، وتجنّب الندم لاحقًا. قد تكتشف أن التغيير المنشود لا يتطلب الانتقال فعليًّا، بل إعادة تنظيم أولوياتك داخل القسم الحالي. كما أن الدوافع الواضحة ستجعلك أكثر قدرة على إقناع الإدارة بجدوى خطوتك.


دراسة بيئة الشركة من الداخل 

كل شركة تمتلك ثقافة تنظيمية وديناميكيات داخلية تؤثر في فرص التنقّل الوظيفي. من المهم أن تتعرف على الأقسام الأخرى، طبيعة عملها، هيكلها الإداري، وحتى التحديات التي تواجهها. تحدث مع زملاء يعملون في تلك الأقسام، واطرح أسئلة ذكية لفهم ما إذا كانت تتماشى مع طموحاتك ومهاراتك. فالمعرفة العميقة بالبيئة الداخلية تمنحك ميزة تنافسية، وتجعلك تظهر كشخص جاد ومطلع، لا كمن يهرب من مشكلة إلى أخرى.


بناء شبكة علاقات داخلية قوية

لا يمكن لأي موظف أن ينجح في الانتقال بين الأقسام دون دعم من زملائه أو مدرائه في الأقسام المستهدفة. ابدأ ببناء جسور من الثقة والاحترام عبر التعاون في مشاريع مشتركة أو حتى من خلال الحضور المنتظم للاجتماعات العامة. العلاقات الجيدة داخل الشركة لا تفتح لك الأبواب فحسب، بل تجعلك شخصًا يُوصى به عند توفر فرص. فالانطباع الإيجابي الذي تركّه عند الآخرين قد يكون المحرك الأساسي لقبول طلبك بالنقل الداخلي.

التميز في الأداء الحالي

من المفارقات أن أفضل وسيلة للانتقال إلى قسم جديد هي الإبداع في القسم الحالي. فالإدارة تميل إلى دعم الموظفين الموثوقين والذين يظهرون كفاءة عالية، لأنهم يمثلون استثمارًا آمنًا. إذا كنت تخطّط للانتقال، فاجعل فترة ما قبله فرصة لإثبات جدارتك، وليس للانسحاب تدريجيًّا من مسؤولياتك. الأداء الراقي حتى آخر لحظة يعزّز سمعتك ويجعل مديرك الحالي يدعم طلبك بحماس.

البحث عن الفرص المتاحة رسميًّا

كثير من الشركات الكبرى تنشر فرص النقل الداخلي على بوابتها الداخلية أو منصّات الموارد البشرية. تأكد من متابعة هذه القوائم بانتظام، واطّلع على متطلبات كل فرصة. قد تحتاج بعض الأدوار إلى مهارات إضافية أو شهادات معينة، لذا استغل الفترة السابقة لتأهيل نفسك. لا تعتمد فقط على الشائعات أو الكلام الشفهي، بل التزم بالقنوات الرسمية التي تضمن لك شفافية في العملية وتحمي حقوقك.

التحدث بصراحة مع مديرك المباشر

من الأخطاء الشائعة أن يبدأ الموظف في البحث عن فرصة داخلية دون إشراك مديره. هذا قد يُنظر إليه كخيانة ثقة أو نقص في الولاء. بدلاً من ذلك، ناقش رغبتك بصراحة واحترام، واشرح كيف أن هذا الانتقال سيعود بالنفع على الشركة وليس فقط عليك. في كثير من الأحيان، يقدّر المديرون الطموح، وقد يساعدونك في التوصية أو حتى في تهيئة الظروف المناسبة لانتقالك بسلاسة.

التحضير لمرحلة التدريب أو التأهيل

قد لا تكون مهاراتك الحالية كافية لتغطية متطلبات القسم الجديد، خاصة إذا كان مجاله مختلفًا تمامًا. لذا، استعد مسبقًا للخضوع لفترة تدريب أو تأهيل. اعرض استعدادك للتعلم، وشارك في ورش العمل أو الدورات التدريبية التي توفرها الشركة. هذا يظهر مرونتك ورغبتك الحقيقية في النجاح، ويجعل الإدارة أكثر اطمئنانًا لموافَقتها على نقلك.

الحفاظ على الإحترافية أثناء عملية الإنتقال

حتى بعد الموافقة على نقلك، يجب أن تستمر في الظهور كموظف ناضج ومحترف. لا تبدأ في توديع الزملاء مبكرًا أو التقليل من مهامك الحالية. كن واعيًا لتأثيرك على الفريق الذي تغادره، واحرص على تسليم مهامك بأسلوب يعكس التزامك. فالانطباع الأخير يبقى أطول من الانطباع الأول، وقد يعود عليك لاحقًا إذا احتجت إلى تعاون مستقبلي.

الإندماج الذكي في القسم الجديد

الانتقال لا ينتهي بمجرد بدء العمل في القسم الجديد، بل يبدأ فعليًّا من هناك. خذ وقتك لتتعرّف على زملائك، وتقيّم ديناميكيات الفريق، وافهم توقعات مديرك الجديد. لا تحاول فرض أساليبك القديمة فورًا، بل اظهر كمستمع ومنفتح. الاندماج الناجح يتطلب توازنًا بين إثبات الكفاءة والاحترام لثقافة الفريق الجديد.

تقييم التجربة بعد فترة

بعد مرور عدة أشهر من الانتقال، خصص وقتًا لتقييم تجربتك. هل حققت ما كنت تطمح إليه؟ هل شعرت بالرضا والنمو المهني؟ إذا كانت الإجابة إيجابية، فابدأ بالتخطيط لخطواتك القادمة. أما إذا شعرت بالندم أو الخيبة، فاستعن بالتجربة كدرس ثمين وافهم أين أخطأت في تقييمك الأولي. هذا التقييم الذاتي المستمر هو جوهر النضج المهني.

الإستفادة من التجربة لبناء مسيرة مهنية مرنة

كل انتقال داخلي يضيف طبقة جديدة إلى خبرتك ويفتح أمامك آفاقًا لم تكن متاحة سابقًا. استخدم هذه التجربة كقاعدة لبناء مسيرة مهنية أكثر مرونة وقدرة على التكيّف. فالسوق الحديث لا يكافئ من يتقن مهارة واحدة فقط، بل من يستطيع التنقّل بين الأدوار بذكاء وسلاسة، ويُظهر قدرة على التعلّم المستمر والقيادة في بيئات متنوعة.

||||  نصائح مفيدة

  1. ابدأ بالتخطيط مبكرًا: لا تنتظر حتى تشعر بالاستياء الكامل من عملك الحالي، بل خطّط لمستقبلك المهني قبل أن تصبح الحاجة ملحّة.
  2. اطلب تغذية راجعة من الزملاء: قبل التقديم على قسم جديد، اسأل زملاءك عن نقاط قوتك وضعفك، فقد تكتشف جوانب لم تكن تراها بنفسك.
  3. ابقَ متفتح الذهن: قد لا تكون الفرصة المثالية هي التي تتخيلها، بل قد تظهر في مكان لم تفكر فيه من قبل.
  4. حافظ على سيرتك الذاتية الداخلية محدّثة: الكثير من الشركات تستخدم سيرًا داخلية لتقييم الموظفين، فاجعلها تعكس مهاراتك وإنجازاتك بدقة.
  5. لا تستعجل القرار: خذ وقتك في التفكير والمشورة، فالانتقال الداخلي خطوة استراتيجية لا يجب اتخاذها بدافع الاندفاع.
  6. استعن بمرشد مهني داخل الشركة: وجود شخص ذي خبرة يمكنه إرشادك سيوفر عليك الكثير من الوقت والجهد.
  7. كن صبورًا: قد لا تتوفر الفرصة المناسبة فورًا، لكن الاستمرار في التأهيل والظهور الإيجابي سيؤتي ثماره عاجلًا أو آجلًا.
  8. احترم سياسات الشركة: التزم بالإجراءات الرسمية للنقل الداخلي، وتجنّب التحايل أو استخدام العلاقات بشكل غير أخلاقي.
  9. ركّز على القيمة التي تقدمها: عند الحديث عن رغبتك في الانتقال، اربطها بكيف ستفيد القسم الجديد، لا فقط بما ستكسبه أنت.
  10. تعلّم من كل تجربة: حتى لو لم ينجح انتقالك، اعتبره فرصة للنمو وتحسين استراتيجيتك المستقبلية.


||||  إحصائيات هامة

  • حوالي 72% من الموظفين يفضلون الانتقال الداخلي على البحث عن وظيفة خارج شركتهم الحالية.
  • الموظفون الذين يتنقلون داخليًّا يبقون في شركاتهم بمعدل 3 سنوات أطول من غيرهم.
  • 68% من الشركات الكبرى لديها سياسات رسمية تدعم التنقّل الوظيفي الداخلي.
  • الوظائف التي تُملأ داخليًّا تُظهر معدل نجاح أعلى بنسبة 40% مقارنة بالتوظيف الخارجي.
  • أكثر من نصف المديرين يرون أن الموظف الذي يسعى للتنقّل داخليًّا يمتلك طموحًا مهنيًّا أعلى.
  • فقط 29% من الموظفين يعرفون بالضبط كيف يتقدمون لفرص داخلية في شركاتهم.
  • الموظفون الذين تتاح لهم فرص النقل الداخلي يبدون رضا وظيفيًّا أعلى بنسبة 53%.


أسئلة شائعة !

هل يؤثر طلب النقل الداخلي سلبًا على صورتي أمام مديري الحالي؟
ليس بالضرورة. إذا تم تقديمه بطريقة احترافية وتوضيح أن الهدف هو النمو وليس الهروب، فقد يُنظر إليه كعلامة على الولاء والطموح، خاصة إذا أظهرت استعدادك لتسليم مهامك بسلاسة.

ما المدة المناسبة للبقاء في القسم الحالي قبل التفكير في الانتقال؟
لا توجد مدة محددة عالميًّا، لكن يُفضّل أن تمرّ على الأقل سنة واحدة لإثبات التزامك. في بعض الشركات، تشترط السياسة الداخلية حدًا أدنى (مثل 18 شهرًا) قبل التقديم على وظائف داخلية.

هل يمكنني الانتقال إلى قسم لا أملك خبرة فيه؟
نعم، خاصة إذا أظهرت استعدادك للتعلّم وامتلاكك مهارات قابلة للتحويل (Transferable Skills) مثل القيادة، التواصل، أو حل المشكلات. بعض الشركات تقدّر التنوّع في الخلفيات المهنية.

ماذا لو رُفض طلبي بالنقل؟
اطلب تغذية راجعة لمعرفة أسباب الرفض، واستخدمها لتحسين نفسك. في الوقت نفسه، ناقش مع مديرك خيارات بديلة مثل تولي مشاريع مشتركة أو برامج تطوير مهني داخلية.

هل يجب أن أخبر زملائي بنيتي بالانتقال؟
ليس من الضروري إخبار الجميع مبكرًا. من الأفضل الاحتفاظ بالمعلومة حتى تصبح خطوتك مؤكدة، لتجنب الشائعات أو التأثير السلبي على روح الفريق.

خاتمة

الانتقال إلى قسم آخر داخل نفس الشركة ليس مجرد تغيير في المهام اليومية، بل هو قفزة استراتيجية في مسارك المهني. يتطلب هذا القرار وعيًا ذاتيًّا، تخطيطًا دقيقًا، وقدرة على بناء الجسور داخل المؤسسة. عندما يُدار بذكاء، يفتح لك أبوابًا للنمو، ويوسّع آفاقك، ويجعلك أكثر قيمة في سوق العمل. وتذكّر دائمًا: النجاح المهني لا يُقاس فقط بالمناصب التي تحصل عليها، بل بكيف تتعلّم، تتأقلم، وتساهم في بيئة عملك بغض النظر عن المسمّى الوظيفي.

LinkedIn
Facebook
X
Pinterest

Author

Leave a comment